وجه الرئيس عبد ربه منصور هادي خطابا إلى اليمنيين في الداخل والخارج, مساء الأحد بمناسبة الاحتفالات باليوبيل الذهبي لثورة 14 من اكتوبر المجيدة وحلول عيد الاضحى المبارك . وفيما يلي نص الخطاب الذي قرأه نيابة عن الرئيس, المستشار الإعلامي, الأستاذ محبوب علي: وأضاف الأخ الرئيس :” إن واحدية الثورة اليمنية المباركة (26سبتمبر و14اكتوبر) هي حقيقة تاريخية لا تقبل التجاهل او الانكسار فقد احتضنت مدينة عدن الباسلة طلائع الثورة السبتمبرية الأحرار من مفكرين وعلماء ومشائخ وتجار الذين اتخذوها قاعدة ومنارة لنشاطهم الثوري التنويري حتى انبلاج فجر الثورة السبتمبرية فوفرت الدعم المعنوي والسياسي والعسكري لثورة الرابع عشر من اكتوبر التي اندلعت من جبال ردفان الأبية بعد عام واحد من انبلاج فجر الثورة السبتمبرية فعملت الثورة الاكتوبرية على نجاح وترسيخ النظام الجمهوري الذي كان يواجه مقاومة شرسة من بقايا النظام الإمامي”. وتابع :”وإذا كانت الثورة اليمنية قد اثمرت التخلص من الاستبداد والظلم ومن الاستعمار وحققت أحد أهم أهداف الثورة الا وهو إعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي ظلت ولعقود طويلة حلما يراود كل الوطنيين الشرفاء ورسخت المسار نحو التعددية والديمقراطية، فإن مطالب التغيير جاءت لتعيد للوعي الجمعي الوطني ألق هذه المبادئ وتدفع بقوة نحو تحقيق هذه القيم والاهداف الوطنية العظيمة”. وأستطرد الأخ الرئيس قائلا :”إن أهم الدروس والعبر التي نستخلصها من تاريخ الثورة اليمنية المجيدة هو إن أي حكم يقوم على اساس عصبوي أو قبلي أو مناطقي سواء بواسطة الاحتلال الاجنبي أو غيره فإن استمراره يعد ضربا من ضروب المستحيل ولابد أن تسقطه إرادة الشعب وهو ما تحقق من خلال الثورة اليمنية المجيدة”. ومضى قائلا :” ” لن نسمح أبدا بعرقلة مسيرة التغيير والإصلاح أو عدم استكمال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية .. لأن من يعمل على ذلك فإنه يحمل سوء نوايا تجاه الوطن ويريد العودة بالوطن إلى المربع الأول .. مربع الحرب الأهلية الطاحنة وهو أمر غير مقبول من كل القوى الوطنية الشريفة التي تعرف يقينا بأن استكمال تنفيذ المبادرة هو الطريق الوحيد الذي تتحقق فيه آمال شعبنا وعبر الأخ الرئيس عن تفائله في أن شعبنا اليمني بكل فئاته وتكويناته وتعدده السياسي وانتماءاته العقائدية والحزبية سيؤثر مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وسيحفظ لليمن وحدته ويرعى حاضره وتطوره ونماءه في حدقات العيون تماما كما يطمح ويتوق في تحقيق مستقبل أفضل لأبنائه وفلذات أكباده وأحفاده. وأردف قائلا :” إن المرحلة الجديدة من تاريخ شعبنا وأمتنا تستدعي ان نقف جميعا وقفة رجل واحد لا حاكم ولا محكوم .. لا غالب ولا مغلوب، من اجل اليمن، ومن اجل مستقبل اليمن، ومستقبل كل اجياله، ولن يرحم التاريخ كل الذين يؤثرون مصالحهم الشخصية او الحزبية او القبلية أو العائلية على مصالح الوطن الكبرى “. وأعتبر الأخ رئيس الجمهورية ذلك أن المشهد الإيماني الجليل الذي احتشد في رحابه المسلمون من كافة بقاع الأرض لاداء مناسك الحج برداء واحد ودعاء واحد ومناسك واحدة يجسد روح الإخاء والمساواة باعتبار أن امة الإسلام أمة واحدة لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على اسود إلا بتقوى الله والعمل الصالح.. مبتهلا إلى الله جل علاه ان يتحقق للحجيج حسنات الجود الرباني والتكريم الإلهي أضعافا مضاعفة وأن يكون حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا إنه سميع مجيب.