استعادت مدينة طرابلس اللبنانية، صباح الأربعاء، هدوءها في ثاني أيام العيد، وفتحت المحلات أبوابها بخجل، وخصوصًا في المحاور التقليدية بين بعل محسن العلوية وباب التبانة السنية، بعد عمليّات قطع طرق ليلية ورصاص متفرق. وكشفت تقارير امنية عن أن شبانًا من منطقة التبانة عمدوا إلى قطع الطريق عند مستديرة أبو علي في طرابلس، وإطلاق النار في الهواء، احتجاجًا على توقيق شخص من آل كنجو من قِبل أحد الأجهزة الأمنية، ثم ما لبثوا أن انسحبوا وعادت حركة السير إلى طبيعتها. وسجّل ليلاً إلقاء قنبلة صوتية في مجرى نهر أبو علي في طرابلس تزامن انفجارها مع سماع دوي في محلة القبة في طرابلس، أفادت المعلومات الأولية أنه ناتج عن انفجار جسم غريب في مدفن للنفايات. وما بين الحادثين ارتفعت سحب الدخان في منطقة القبة تبين لاحقا انه ناجم عن حريق، وتقول بعض المعلومات إنه في أحد المستودعات للمواد الغذائية والخرضة. وتعليقًا على الوضع في طرابلس أوضح عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش أنه "لا يوجد على الأرض في طرابلس ما يشي بأن هناك من يحضر لمعركة، بين جبل محسن وباب التبانة، لكن إصرار رفعت عيد، الأمين العام لـ "الحزب العربي الديمقراطي" العلوي المتهم بوضع شباب منه سيارة مفخخة قرب مسجد السلام في المدينة في 23 آب / أغسطس الماضي، على منطق التحدي، وحماية المتهمين الموجودين بوضع السيارة، ومنهم الموقوف يوسف دياب في جبل محسن وعدم تسليمهم، قد يؤدي إلى بعض ردود الفعل". وأشار إلى أن "الطرابلسيين رغم كل الشائعات التي تنتشر، فإن من يحملون السلاح بينهم ويستخدمونه هم نسبة قليلة، وبالتالي فإن ردود الفعل من المفترض أن تبقى محدودة". وأعلن تقرير أمني ورد من الشمال أن عائلة المعقوري ابلغت الاجهزة الامنية ان ولدها الشيخ عبد الرحمن علي المعقوري، وهو في العقد الثالث من العمر، من بلدة الشيخ عياش في منطقة عكار (اقصى شمال لبنان) فُقد منذ ظهر البارحة، ولم يعُد الى منزله حتى الان كما انه لم يصل الى مقصده في طرابلس. وأثارت عملية غيابه بلبلة في البلدة، ولجأ عدد من أفراد عائلته إلى قطع الطريق لبعض الوقت قبل أن تتدخّل القوى الأمنية بحثًا عنه.