دعا عددٌ من جرحى ثورة 14 كانون الثاني/يناير التونسية، الرئيس المنصف المرزوقي، إلى التدخُّل العاجل للتكفل بملف علاجهم وتعويضهم عن الأضرار البدنية والمادية التي لحقت بهم، مندّدين بما اعتبروه "مماطلة وتسويف الحكومة" بشأن التعاطي مع قضيتهم، بعد أن هدّد البعض منهم بالانتحار حرقًا أمام المجلس التأسيسي (البرلمان). ونفى عدد من  الجرحى كل ما يروّج بشأن حصولهم على تعويضات من قِبل الدولة، مشددين على "ضرورة تمتيعهم بحقوقهم كافة، التي يتصدرها حقهم في العلاج المناسب، قبل المطالبة بالتعويضات المالية، وتمكينهم من فرص عمل تتلاءم مع وضعياتهم وقدراتهم البدنية". وأعلن جرحى الثورة، خلال لقائهم الرئيس التونسي، في قصر قرطاج، استياءهم مما وصفوه بـ" المماطلة والتسويف في تناول ملفهم" من قِبل الحكومة والمجلس التأسيسي، مطالبين بدعم رئيس الجمهورية، الذي دعوه إلى ضرورة التحرك سريعًا لتقديم كل العون لهم، لكي يتلقوا العلاج المناسب في المؤسسات الصحية. وأعرب المرزوقي، عن تفهّمه لمطالب جرحى الثورة، واعدًا إياهم بالتدخل لتجاوز هذه الوضعيات ومتابعتها، مشيدًا بالتضحيات التي قدّمها شهداء وجرحى الثورة، والتي مكّنت تونس من التخلص من عقود من الاستبداد والديكتاتورية، لتؤسس لمسار ديمقراطي. قد هدد عددٌ من جرحى الثورة التونسية، بالانتحار حرقًا أمام مقر البرلمان، في حال استمرار تجاهل السلطة السياسية لمطالبهم، المتمثلة في التسريع بالتكفّل بملفات معالجتهم الطبية، وإدماجهم مهنيًا، وتعويضهم ماديًا عن الضرر الذي لحق بهم إبّان الثورة. ويواصل جرحى الثورة التونسية اعتصامهم المفتوح، فيما لجأ بعضهم إلى الإضراب عن الطعام منذ أكثر من شهر أمام المجلس التأسيسي، للمطالبة بالتعجيل بحلّ قضاياهم، وإجبار الدولة على التكفّل بمصاريف علاجهم، وتوفير فرص عمل تُراعي الإعاقات والاصابات التي لحقت بهم إبان الثورة، والتي حرمتهم من التمتّع بحياة طبيعية