قالت التقارير الواردة، صباح السبت، من طرابلس اللبنانية "إن الهدوء ساد منذ ساعات الصباح الأولى وعادت الحركة تدريجيًا إلى بعض شوارعها"، فيما  أضافت"  إن المدينة شهدت منذ اول ليل الجمعة – السبت وحتى الساعات الأولى فجرًا اشتباكات متقطعة على مختلف محاور القتال التقليدية، لاسيما بين منطقتي المنكوبين وجبل محسن التي استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، لتهدأ الاشتباكات حيث لم يسجل سوى إطلاق بعض الأعيرة النارية المتفرقة في عدة مناطق حتى الآن، فيما ردت وحدات الجيش على مصادر النيران بشكل مباشر لإخمادها. وأدت هذه الاشتباكات إلى مقتل 4 مواطنين، هم: قاسم خضر الملقب ب(ابو زيد)، ابو بكر الميقاتي، محمد خالدية (حمور)، زين الدين النابلسي. كما افيد عن جرح أكثر من 11 شخصا بينهم طفلان وامرأة. وفجرًا أقام الجيش اللبناني حاجزا كبيرا عند الاوتوستراد الدولي الذي يربط طرابلس بعكار عند مستديرة نهر ابو علي، حيث قام بالتدقيق بهويات المارة وتفتيش السيارات وتوقيف مطلوبين، فيما بات الأوتوستراد سالكا ويشهد حركة مرور خفيفة. وصباحًا فتحت المحال والمصارف والمؤسسات التجارية والمدارس في المناطق البعيدة من اماكن الاشتباكات فيما لا تزال فروع الجامعة اللبنانية في القبة والمهنيات والمدارس القريبة من مناطق الاشتباكات مقفلة. وكان نواب المدينة قد عقدوا اجتماعا وبحثوا التطورات الامنية التي تشهدها المدينة، وعلى الاثر، تلا كبارة بيانا باسم المجتمعين اشار فيه إلى أن "القيادات الامنية فشلت في تحقيق واجبها في حفظ امن المدينة واستقرارها وهذا امر لا يمكن السكوت عنه"، وقال: "سنبحث هذا الامر مع الرئيس ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. من حق طرابلس ان تنعم بالأمن والاستقرار شأنها شأن سائر مناطق لبنان. وندعو ابناء المدينة إلى ضبط النفس لتفويت الفرصة على محاولات التعمية على جريمة تفجيري المسجدين، وبالتالي جر طرابلس إلى صراعات لا تخدم الا المتربصين بها شرا والعاملين على اتهامها بالتطرف والخروج عن القانون". وأكد المجتمعون أن "التحقيقات الاخيرة أثبتت ان هذه العصابة المسلحة (الحزب العربي الديمقراطي) هي مصدر الارهاب والاجرام وعلى الجهات المختصة ان تتعامل معها على هذا الاساس من اجل حماية المدينة واهلها من الاعتداءات المتكررة". وأثنوا على "الجهود التي يبذلها رئيسا الجمهورية والحكومة"، مشددين على "ضرورة استكمال هذه الجهود بعلاج جذري للمعضلة الامنية في طرابلس وليس مرحليا كما كان يحصل في السابق لوضع حد للنزف المستمر الذي قضى على امن طرابلس واقتصادها". وقال ردا على سؤال عما اذا كان اهالي طرابلس سينعمون بليلة آمنة وهادئة: "هذا السؤال موجه للأجهزة الأمنية، ونعتقد ان الليلة ستكون هادئة خصوصا بعدما انحصر القنص بفترة النهار وبدأ الوضع يعود إلى طبيعته". وعن حل على المدى الطويل لإنهاء هذه المظاهر المسلحة، قال: "توافق المجتمعون على تقييم 17 جولة من الاعتداءات المتكررة من قبل العصابة المسلحة الموجودة في جبل محسن، وتوجت هذه الاعتداءات بالجريمة الاجرامية لتفجيري التقوى والسلام". أضاف: "التحقيق أثبت ضلوع جماعة من جبل محسن تابعة لنظام الطاغية بشار الاسد مما يؤكد ان الارهاب والاجرام موجود لديهم والمفروض على الدولة والمجتمع الدولي ان يتعامل معهم على هذا الاساس".