دعت روسيا الفرقاء السياسيين في تونس إلى ضرورة التحلي بالمسؤولية وضبط النفس، والقبول بحلول وسط، من شأنها التعجيل بالمصادقة على الدستور، والحسم في جميع الملفات المتعلقة بالانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة، كما طالبت وزارة الخارجية الروسية رعاياها في تونس التزام الحذر واليقظة، وتجنب النقاط الساخنة، والتجمعات الجماهيرية الكبرى. وأوضحت الوزارة، في بيان لها، ركزَّ على الاضطرابات السياسية والأمنية الأخيرة التي عاشتها تونس، أنه "نظراً للأوضاع الجارية في تونس، نعتبر من الضروري أن تتحلى القوى السياسية والاجتماعية كافة بضبط النفس والمسؤولية، والاستعداد لحلول وسط، بغية مواصلة التحولات الديمقراطية اللازمة لحل المهام الاجتماعية والاقتصادية الملحة"، داعية الفرقاء السياسيين في تونس إلى "إعطاء الأولوية لتنفيذ الاتفاقات الوطنية بشأن التعجيل في المصادقة على نص الدستور الجديد، وتركيز هيئة مستقلة للانتخابات، وإقرار القانون الانتخابي، وتحديد مواعيد رسمية للاستحقاقات الانتخابية الرئاسية والتشريعية المقبلة". ودعت وزارة الخارجية الروسية المواطنين الروس المتواجدين في تونس إلى "الالتزام بالحذر واليقظة، والامتناع عن زيارة الأماكن التي تعيش تظاهرات واضطرابات وأحداث ساخنة". ويأتي التحذير الروسي تزامنًا مع خطوات مماثلة، اتخذتها الدول الكبرى، على غرار الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، التي سبق وأن حذرت رعاياها من الوضع التونسي، وسط ما وصفته السفارة الأميركية بـ"حالة عدم اليقين السياسي". ويرى مراقبون أن الوضع الأمني والسياسي في تونس بات مصدر قلق لبعض القوى الخارجية، وذلك على الرغم من نفي الفرقاء السياسيين وجود أية ضغوطات أجنبية، أو محاولات للتدخل في القضايا الداخلية لتونس، بينما تصر بعض الأحزاب على غرار "تيار المحبة" السياسي، الذي يقوده المعارض التونسي الهاشمي الحامدي، على اتهام المعارضة والحكومة بـ"الاستقواء بالسفارات الأجنبية، والعمل على تدويل الأزمة السياسية التونسية".