أكّد مستشار الرئيس السوداني السابق الدكتورغازي صلاح الدين أنه في صدد تأسيس حزب سياسي جديد، بعدما تيقن، رفقة مجموعة من الإصلاحيين داخل الحزب الحاكم، استحالة الإصلاح الداخلي للحزب. وأوضح عضو المجموعة الدكتور فضل الله أحمد، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أن "لجنة مصغرة كوّنتها المجموعة، بغية الشروع في إجراءات إنشاء حزب جديد، بشروط جديدة، وقيادة حوار واسع مع مكونات المجتمع السوداني"، مشيرًا إلى أن "القرار تم الكشف عنه، السبت، بعد أن تأكدت المجموعة من استحالة الإصلاح الداخلي للحزب الحاكم في السودان (المؤتمر الوطني)"، مؤكدًا أن "المجموعة ستشرك مجموعات المستقلين والمثقفين، وستعمل على استيعاب تطلعات الشارع السوداني"، معتبرًا أن "الإجراءات التعسفية التي طالت المجموعة، في أعقاب توجيهها رسالة إلى الرئيس السوداني عمر البشير تطالبه بالإصلاح، كانت بمثابة الطلقة الأخيرة في جسد الإصلاح الداخلي، الذي بات مستحيلاً، بعد أن أصبحت أذان الحزب صماء"، مبينًا أن "الحزب الجديد سيستصحب الأسئلة الكبرى، التي تشغل الساحة السياسية الأن، بشأن بناء دولة وطنية مؤسسة على حكم راشد". وفي شأن توقعات المجموعة عن رد فعل الحزب الحاكم على هذه الخطوة، أوضح أحمد أنهم "لا يقومون بعمل محرم، ومن يعترض على خطوة مجموعة الإصلاح هو من يرتكب مخالفة"، رافضًا أن يسمي الخطوة بـ"الانشقاق"، مؤكدًا أن  "المجموعة ظلت تنادي بالإصلاح منذ أعوام، دون استجابة من الطرف الآخر، وهو الذي دفعنا للخروج من صفوفه". وكان الحزب الحاكم قد أعلن عن تشكيل لجنة للتحقيق، برئاسة رئيس البرلمان أحمد إبراهيم، والتي أوصت بفصل ثلاثة من قادة المجموعة، وهم غازي صلاح الدين، وحسن رزق، وفضل الله أحمد، كما قامت بتجميد عضوية تسعة من المجموعة، لدورة كاملة، فيما وجهت اللوم لبعضهم. وتعد الخطوة الانقسام الثاني في جسم الحزب الحاكم، بعد الانقسام الشهيرفي العام 1999، حين غادر زعيم "الحركة الإسلامية" حسن الترابي سفينة الحزب، معلنًا عن تكوين حزب جديد، اسماه "المؤتمر الشعبي"، ويعد الأن من ألد خصوم الحكومة، ومعارضيها.