أكَّدَ المستشار للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بسام أبو الشريف، اليوم السبت، بأن الأخير قُتل بسم الثاليوم وليس بالبولونيوم المشع. واستبعد ابو شريف أن يكون الشهيد عرفات قُتل بسم البولونيوم المشع، موكِّدًا على أن تحقيقًا اجراه فريق مختص أكَّد على أن عرفات قتل بسم الثاليوم وليس البولونيوم، وتم تسليم لجنة التحقيق النتائج الموثَّقة بهذا الخصوص وبشهادت خبير السموم الجنائية في المحاكم البريطانية. وأوضح لإذاعة "راية" المحلية "أن نتائج التحقيق التي تؤكِّد أن الشهيد عرفات لم يمت بسبب تقدم السن، أو المرض أو لأسباب طبيعية، وانه نتيجة مادة سامة ليس بالامر المفاجئ لي، فقد سبق وحذرت مسبقًا عبر رسائل مكتوبة وشفوية عن مخطط لاغتياله بالسم، ويجب عليه الانتباه لكل شي يدور حوله ". واتهم أبو شريف وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق شاؤول موفاز بأنه المسؤول الاول عن تخطيط وتنفيذ عملية الاغتيال في حق الشهيد ياسر عرفات، وذلك لكونه كان يشغل منصب وزير الدفاع في تلك الفترة. ودعا أبو شريف الحكومة الفلسطينة إلى ضرورة الذهاب إلى محكمة الجنايات الدولية وتوجيه تهمة اغتيال عرفات لإسرائيل، موضحًا بأن لجان التحقيق والسلطة الفلسطينية لا تستطيع إجراء أي تحقيق مع أي إسرائيلي، وأن محكمة الجنايات هي وحدها من تستطيع ذلك. ولفَتَ إلى انه لا يستبعد أن يكون هناك شخص آخر تعاون مع إسرائيل لتنفيذ الجريمة، موضحًا بأن جميع المواد التي كان يتم إدخالها إلى المقاطعة أثناء الحصار كانت تخضع للتفتيش الإسرائيلي الدقيق قبل ادخالها. وتوصَّل علماء سويسريون، قبل أيام، إلى وجود بولونيوم مشع في رفات عرفات وسط تقديرات بأنه مات مقتولاً بهذا السم، وسارعت السلطة لاتهام إسرائيل، باغتيال "أبو عمار"، في المقابل اعتبرت عقيلة الراحل سها عرفات أن ذلك "جريمة حقيقية.. واغتيال سياسي. وغادر عرفات الذي كان يخضع لحصار إسرائيلي في مقر إقامته في رام الله، بعد شكواه من آلام في أمعائه قاصدًا مستشفى بيرسي دو كلامار قرب باريس، غير أن الأمور لم تسعفه بالبقاء على قيد الحياة، ليرحل في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2004م بظروف غامضة منذ الوقت ذاته.