اقتحم المستوطنون اليهود، صباح الأحد، المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، برفقة حراسات مُشدّدة ومُعزّزة من شرطة الاحتلال الخاصة، في إطار سعي إسرائيل إلى اقتسامه مع المسلمين، فيما طالت انتهاكات الاحتلال عشرات القبور ومنها مقبرة تاريخيّة في القدس المحتلة. وأكد شهود عيان، أن "الحاخام المتطرف يهودا غليك، قاد اقتحامات المستوطنين، وتولى تقديم شرح للمكان، حسب الرواية التلمودية وأسطورة الهيكل المزعوم". وقد استدعى قائد شرطة الاحتلال في القدس، الجمعة، الحاخام غليك، وأبلغه بإلغاء قرار منعه من اقتحام الأقصى الذي اتخذته الشرطة في وقت سابق لمدة ستة أشهر. وطالت الانتهاكات الإسرائيلية حتى قبور المسلمين في مقبرة مأمن الله التاريخية في القدس، حيث أكدت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث"، الأحد، أن عشرات القبور تضررت وتم الاعتداء عليها وانتهاك حرمتها من قِبل مجموعات يهودية يُطلقون على أنفسهم "تدفيع الثمن". وأفادت المؤسسة، أن "الاعتداء تمّ على القبور الموجودة في وسط المقبرة من الجهة الغربية والشمالية، وكذلك على مقام الكبكبي، وأنه تم كتابة شعارات عنصرية وتحريضية باللغة العبرية، كما تم خط شعارات باللغة الإنكليزية على أحد القبور، وأن المؤسسة الإسرائيلية تستهدف بشكل مستمر وممنهج مقبرة مأمن الله، بل تحاول طمس معالمها وتهويدها بالكامل، وأن الاعتداء عليها جاء نتيجة استهداف مُتعمّد، حيث تحاول بشتى الطرق الإجهاز على ما تبقى من قبور في المقبرة، بعدما تم تحويل وتهويد غالبية مساحتها، البالغة 200 دونم، والتي لم يبق منها اليوم إلا قرابة 20 دونمًا. وشددت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث"، على أنها رغم هذا الاعتداء الإرهابيّ على المقبرة، إلا أنها ستواصل دفاعها عن المقبرة الإسلاميّة التاريخيّة، لكنها في الوقت ذاته، توجه نداءًا عاجلاً للحاضر الإسلاميّ والعربيّ والفلسطينيّ، للقيام بواجبها تجاه المحافظة والدفاع عن هذه المقبرة، التي دفن فيها عدد من الصحابة والعلماء والفقهاء والأعيان على مدار أربعة عشر قرنًا. ونددت المؤسسة، في بيان لها، مساء السبت، قيام مجموعات يهودية بما يُعرف بمنظمة "تدفيع الثمن" بالاعتداء على مقبرة مأمن الله في القدس، وكتابة شعارات عنصرية على جدران 13 مقبرة، بالإضافة إلى خطّ شعارات ممثالة على مقام الكبكبي الموجود داخل حدود المقبرة. ودانت "الهيئة الإسلاميّة المسيحيّة لنصرة القدس والمقدسات"، الأحد، خطّ مجموعة من المتطرفين "مجموعة دفع الثمن" عبارات عنصرية "الانتقام ... والموت للعرب"، ورسم إشارة نجمة داوود على 13 قبرًا ومقام في مقبرة مأمن الله غرب القدس المحتلة، مشيرةً إلى التطرّف الإسرائيليّ المتزايد يومًا بعد يوم، بالاعتداء على المقدسات الإسلاميّة والمسيحيّة والمقابر من دون اعتبار لحرمة دين أو مكان. وأكد الأمين العام للهيئة الإسلاميّة المسيحيّة الدكتور حنا عيسى، أن استمرار إسرائيل في طمس معالم مقبرة مأمن الله، ونبش قبور المسلمين، وتدمير رفاة الأئمة والعلماء، تحدي واضح للحُرمة الإسلاميّة، والحق الفلسطينيّ، والقوانين والأعراف والمواثيق الدولية كافة، التي تدعو إلى احترام الديانات المختلفة واتباعها، ودليل واضح على أن إسرائيل باتت دولة فوق القانون، مشيرًا إلى أن "مقبرة مأمن الله تبلغ مساحتها 200 دونم، فيها قبور لصحابة وتابعين وعلماء وشهداء، وعملت إسرائيل على تجريف مئات القبور وتدنيس رُفات أصحابها وانتهاك حرمة موتاها".