اجتمع قادة الجبهة الثَّوريَّة في لاهاي ضمن جولة أوروبيَّة بمسؤولي المحكمة الجنائيَّة الدَّوليَّة المساعدة في القبض على الرَّئيس السُّوداني عمر البشير، الذي يواجه مذكرتي اعتقال في تهم تتعلَّق بالإبادة الجماعيَّة وانتهاكات ارتكبت في إقليم دارفور منذ العام 2003، وقدموا شرحًا للأوضاع في بلادهم، متَّهِمين الحكومة بمواصلة انتهاك حقوق الإنسان، وتنفيذ عمليات إبادة جماعيَّة في دارفور وجنوب كردفان والنِّيل الأزرق. وحث الوفد الذي يترأسه والي النيل الأزرق الأسبق مالك عقار المحكمة، على تعجيل وتكثيف الجهود للقبض على الرئيس عمر البشير، وبقية المتهمين، وهم: وزير الدفاع الفريق أول ركن عبدالرحيم محمد حسين، ووزير الدولة الأسبق لوزارة الداخلية، ووالي شمال كردفان الحالي أحمد محمد هارون، وزعيم الجنجويد على كوشيبز. وأكد الوفد - بحسب "سودان تريبيون" – "استعداد الجبهة لتعبئة قواعدها، ومنظمات حقوق الإنسان والأسرة الدولية كافة، للعمل بأسرع وقت ممكن للقبض على البشير حتى يمثل أمام القضاء، وأثنت إدارة المحكمة على زيارة الجبهة الثورية، واهتمام قادتها بتحقيق العدالة الجنائية الدولية، كما عبرت الجبهة عن اعتقادها الجازم بأن الإفلات من العقاب يتيح للبشير المضي في اتجاه ارتكاب المزيد من الجرائم، مستشهدين بتوجيهه حكومته بقتل المتظاهرين السلميين في الاحتجاجات الأخيرة خلال أيلول/ سبتمبر الماضى. وقالت الجبهة: إن عمليات قصف المدنين بالطائرات وحرق القرى، تتم بشكل ممنهج ويومي، كما أن الحكومة تستخدم المجاعة كنوع من السلاح لمعاقبة المواطنين العزل، مشيرة إلى "طرد منظمات الإغاثة من دار فور، ومنع وصول الإغاثة والمساعدات للنازحين في مناطق الحرب في جبال النوبة والنيل الأزرق. ودعت إدارة المحكمة وفد "الجبهة الثورية"، بعد نهاية الاجتماع إلى "حضور جانب من محاكمة الرئيس الكيني الحالي والتي تلتئم في غياب. واجتمع الوفد أيضا بالبرلمان الهولندي، ونقل له تطورات الأحوال الأمنية والإنسانية في السودان، مناشدين البرلمان الضغط على الحكومة الهولندية لربط إعفاء ديون الحكومة السودانية بـ "تحسين أوضاع حقوق الإنسان في السودان، وتعيين مراقب خاص لحقوق الإنسان في السودان تابع للأمم المتحدة. ويتوقع أن تثير اجتماع قادة "الجبهة الثورية" بمسؤولي المحكمة الجنائية ردة فعل غاضبة في الخرطوم التي تتعامل بتوتر عالي مع ملف المحكمة. وتجاهلت الحكومة زيارة وفد الجبهة إلى عدد من الدول الأوربية، وقالت على لسان وكيل وزارة الخارجية السفير محمد عثمان: إن الحكومة ستقيم المسألة إذا التقى هؤلاء مسؤوليين في الدول الأوربية، مشيرة إلى أن "قادة الجبهة ظلوا في حالة ترحال دائم، وأن الحكومة لا تعير ذلك أي نوع من الاهتمام. وتقود "الجبهة الثورية" وهي تحالف يضم الحركة الشعبية قطاع الشمال   وبعض حركات دارفور المسلحة الصراع المسلح ضد الحكومة السودانية في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.