أكَّد عضو المكتب السِّياسي لحركة حماس محمود الزَّهار، مساء الجمعة، أنه "عقب ما سُمِّي بأحداث الرَّبيع العربي، تمّ تحريف مسار الشُّعوب العربيَّة عن القضيَّة الفلسطينيَّة"، موضحا أن "القضيَّة الفلسطينيَّة بكاملها باتت ضحيَّة خلافات داخليَّة في الدُّول التي تعاني من آثار الثَّورات العربيَّة ضد الأنظمة". وقال الزهار، في كلمة له بمناسبة اليوم الإعلامي للتضامن مع القضية الفلسطينية: إن مصطلح "الربيع العربي" هو مصطلح سلبي، بحيث أنه من المعروف أن بعد الربيع يأتي الصيف، وبعد الصيف يأتي الخريف، وبعده يأتي الشتاء". وبحسب الزهار، فإن "هذا المصطلح أطلقه البعض لتشخيص الحالة التي يشهدها العالم العربي، وكما يريدون لهذه الحالة أن تنتهي، وهذا ما حدث عندما أعقب الربيع صيف ساخن"، في إشارة إلى حالة الفوضى والاقتتال الداخلي واللغة المذهبية التي باتت سائدة بشكل كبير في عدد من الدول العربية". وأوضح الزهار أنه "هناك عاملان من شأنهما إعادة تصحيح المسار، العامل الأول وهو أنه يجب أن تبقى القضية الفلسطينية بعيدة عن المشاركة في الأحداث التي يشهدها العالم العربي، أي أن لا تغرق هذه القضية في الحسابات الداخلية لهذه الدول"، مشيرا إلى أن "حركة حماس قد حافظت على هذا الموضوع، ودعت فصائل المقاومة الفلسطينية للبقاء بعيدا عما يجري في بعض الدول العربية". أما بالنسبة للعامل الثاني، قال الزهار: إنه على الشعوب العربية أن تحسم قضيتها بنفسها، بحيث سيسترد الشارع العربي دوره ويعبر عن قناعاته الأصيلة باعتبار فلسطين القضية المركزية والأساسية للأمة العربية والإسلامية بغض النظر عن الانتماءات المذهبية، الأمر يحتاج إلى وقت لكن أعتقد أنه سيتم تصويب الأمور". وفي ما يخص المواقف التي أطلقها قياديو "حماس" عقب الأزمة السورية والتي رأى فيها البعض خروجا لحركة حماس من جبهة المقاومة والممانعة، أعلن الزهار أن "موقف الحركة لم يتغير أبدًا"، قائلا: نحن حركة تؤيد وتدعم جميع من يقاوم هذا الاحتلال، ليس بالضرورة أن نكون متحالفين أو متعاونين سياسيًا، لكن جميع من يقف ضد الكيان الإسرائيلي وضد توسعه واحتلاله ويدعم القضية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية نحن معه. وأوضح الزهار أن "الاختلاف في بعض القضايا السياسية أدّى إلى خروج مجموعة من التصريحات "التي فسرت بطريقة معينة، لكن جميع ما قيل عن تغيير في سياستنا هو أمر غير صحيح، نحن حركة مقاومة تريد تحرير فلسطين، فلسطين كلها". وفي معرض حديثه، هاجم الزهار "بعض الأطرف الفلسطينية التي قررت الوقوف عند حدود عام 1967"، مؤكدا أن "مخاطبة الشعب الفلسطيني يجب أن تكون من خلال برنامج المقاومة". وأشاد القيادي في حركة حماس بـ "الحراك الحقيقي القائم في الضفة الغربية، فهناك محاولات قتل جنود، إضافة لمسيرات سلمية وأخرى ساخنة". ورأى أنه "في ظل ما يشهده الداخل الفلسطيني من أحداث فإن العالم العربي يبقى بعيدًا لما يشهده من فوضى ودماء وصراخ"، مشيرًا إلى أن "بعض وسائل الإعلام استطاعت شيطنة المقاومة". وعن موقف الحركة في ما يخص تصدير "الفكر الانتحاري" إلى المنطقة وقيام البعض باستهداف مناطق وأحياء في بلداننا العربية بدلا من استهداف العدو الإسرائيلي، أكد الزهار أن "أي شخص من أي تيار يذهب في اتجاه معين هو يتحمل مسؤولية عمله، أولا يتحمل مسؤولية عمله في الدنيا وأيضا في الآخرة، إن القضية الأساسية اليوم هي بوجود الاحتلال الإسرائيلي على هذه الأرض، بالتالي الأولوية هي تحرير فلسطين وعلى الشعوب ترتيب أوراقها بالطرق السلمية، بحيث تحافظ على جميع القوى في الداخل دون الدخول في صراعات داخلية".