أكّدت مصادر مطلعة أن الحكومة السورية بدأت بإلزام العاملين في الدولة التوقيع على طلب ترشيح لبشار الأسد لولاية رئاسية ثالثة، بهدف جمع أكبر عدد من التوقيعات والطلبات لتقديمها عبر الإعلام، ليظهر أن بقاء بشار الأسد في السلطة هو مطلب شعبي وجماهيري، وهو ما ألمح إليه بشار الأسد مراراً خلال حملته الترويجية عبر الإعلام، عندما كان يُسأل "هل ستترشح لانتخابات الرئاسة العام 2014"كان يرد أنه مع رغبة الجماهير والقرار للشعب السوري". وذكرت مصادر أن أركان الحكومة يلزمون الموظفين على التوقيع على ضرورة ترشيح الأسد الابن خلال تسلمهم رواتبهم وأجورهم في طريقة ابتزاز وصلت إلى لقمة العيش، أو خلال الاجتماعات في الدوائر والمؤسسات الرسمية، وقد تم تكليف كوادر لهذه الغاية لجمع أكبر عدد من التوقيعات قبل موعد انتهاء الفترة الرئاسية لبشار الأسد في تموز/يوليو 2014. وبالتزامن مع حملة التوقيعات، حاول النظام الإعلان عن تبديل البطاقات الشخصية السورية وبطاقات الانتخابات بهدف تبديل هويات الأشخاص الموجودين تحت السيطرة الأمنية للنظام ومن يؤيده في الخارج فقط، وهذا يعني أن من هم في المناطق المحررة والخارجة عن سيطرة النظام أو من هم في دول الجوار والاغتراب أصبحوا بلا بطاقات انتخابات وبهويات قديمة غير صالحة للاستخدام، وبالتالي لا يستطيعون المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وبهذه الخطوة يكون الأسد ضَمِنَ فوزًا مريحًا لولاية رئاسية جديدة بغض النظر عن من ينافسه أو حتى عن المراقبة الدولية للانتخابات، لأنه ضَمِنَ من سيشارك في التصويت. قبل أن يتراجع عن فكرة "البطاقات الشخصية" بضغط من موسكو، كما سرّبت بعض وسائل الإعلام. وأكدت المصادر أن النظام أوعز لأجهزته الأمنية بإرسال قوائم بأسماء بعض من يمكن أن يترشحوا للرئاسة العام المقبل، لرفع دعاوى شخصية في حقهم من قبل مواطنين سوريين، على أنهم إرهابيون، وقتلوا، ولقد أرسلت الأجهزة الأمنية للشبيحة والمؤيدين طلبات لمراجعتها وطلبت منهم أن يدعوا على أشخاص وزودتهم بالأسماء وقالت لهم إنهم "إرهابيون قتلوا أبناءكم". ولم يخف أركان نظام السوري، في الأجهزة الأمنية والحكومة هذه الخطط والنوايا، بل كتبها سفير النظام في عمان، بهجت سليمان مرارا وأعلنها رئيس وزراء الأسد وائل الحلقي في طهران أخيراً وصرح بها وزير الإعلام عمران الزعبي أن الأسد سيقود المرحلة الانتقالية وسيبقى رئيساً للبلاد. خيراً حذرت المصادر من أن يمرر الأسد وعملاؤه هذه الخطط بدعم من إيران وروسيا، بحجة "الديمقراطية" وأن المجتمع الدولي يحقق رغبات ومطالب الشعب السوري، ولاسيما بعد التحول الكبير في مواقف "الكبار" وبدء سريان الأخبار عن عودة علاقات الأشقاء وبعض الدول الداعمة للثورة، مع نظام الأسد.