شنت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بسنودا هجوماً حادا ضد الرئيس السوداني عمر البشير ،  وأعربت بنسودة  في جلسة لمجلس الأمن الدولي  خصصت لبحث الاوضاع في إقليم دارفور  عن ما أسمته الإحباط واليأس لتقاعس مجلس الأمن  الدولي عن العمل إزاء الوضع في دارفور .   وقالت  في تقريرها المقدم الى المجلس :   كنا نأمل في أن تكون  هناك مساءلة للجرائم التي أرتكبت ، لكن آمال ضحايا دارفور  قد تلاشت على مر السنين ، ومع التجاهل الصارخ لحكومة السودان لقرارات هذا المجلس ، والبيانات الرئاسية ، فإن الوضع في دارفور يشهد تدهورا، ويسير من سيء الى أسوأ". وأشارت المدعية العامة الي أن الأمم المتحدة  ، و منظمات الإغاثة الإنسانية أنفقت في السنوات  العشر  الأخيرة علي إقليم دارفور أكثر من 10  مليارات ونصف المليار دولار ، وفقدت خلالها الأمم المتحدة أرواح 47 من عمال الاغاثة ، إضافة الي العديد من الجرحي والمخطوفين ،وقالت فاتو بنسودة  إنه منذ عام 2004م ، تبني مجلس الأمن الدولي 52 قرارا بشأن دارفو،  وبشأن الوضع في السودان بصفة عامة، إضافة الي 17 بيانا رئاسيا  وصحافيا. وأكدت   أن عجز  وشلل مجلس الأمن  في تنفيذ قراراته الصادرة   أدي الي تدعيم موقف الرئيس السوداني عمر البشير، الذي يتباهي بعدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ، وأضافت في كلمتها الى أعضاء مجلس الأمن  : لقد أدي مكتبي واجبه، وقد حان الوقت لهذا المجلس  ، وللدول الأطراف في معاهدة روما، لاتخاذ إجراءات، ووضع إستراتيجيات علي محمل الجد، لإلقاء القبض على أولئك المسؤولين   عن تلك الجرائم التي وقعت في دارفور. وفي أول رد فعل  للحكومة السودانية    إتهم   مندوبها   الدائم لدي الأمم المتحدة السفير دفع الله الحاج علي  المحكمة الجنائية الدولية بلعب دور "الخصم السياسي بالوكالة" ضد البلاده .  وجدد في ذات الجلسة  تأكيدات  حكومة  بلاده   بعدم الاعتراف   بالمحكمة  ، وبعدم التعامل معها، بإعتبارأن بلاده ليست طرفا في ميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية، مشيرا الي  موقف الافارقة من المحكمة  ،  حيث أكدت قمة للزعماء  الافارقة عقدت   أكتوبر الماضي  في أديس أبابا،   أن أفريقيا   فقدت ثقتها تماما في التوجه الحالي للمحكمة الجنائية الدولية  .