شَنَّ رئيس جمهورية جنوب السودان، رئيس "الحركة الشعبية"، سلفا كير ميارديت هجومًا عنيفًا على خصومه داخل الحركة (الحزب الحاكم في جنوب السودان)  بقيادة نائبه السابق د.رياك مشار، وأكد أنه سيقدم توصية بإعفاء بعضهم من مناصبه. وأكَّد في خطاب مطوَّل وحادٍّ أمام اجتماعات مجلس تحرير الحركة التي بدأت، السبت، حضره  قيادات الحركة السياسية والعسكرية ، أن المجموعة المناوئة له  بقيادة رياك  مشار ستعيد إلى الأذهان ذكريات أليمة، وستُقلل من قيمة استقلال بلاده الذي حدث قبل عامين، في إشارة إلى الحرب التي دارت عقب انشقاق مشار في العام 1990 عن الحركة الشعبية. وأوضح سلفاكير أمام الاجتماع الذي سيستمر لمدة ثلاثة ايام ، وينعقد  وسط إجراءات أمنية مشددة، "سمعت بأن بعض الرفاق قد وصفوا أنفسهم بالقيادات التاريخية في الحركة، ليس هناك من هو تاريخي ومن هو غير تاريخي. وكشف عن تسلمه لتقرير قدمته لجنة تحقيق مع الأمين العام للحركة باقان أموم وأوصت فيه اللجنة  بإعفاء أموم  من جميع مناصبه. ومن جانبه أعلن الأمين العام  للحركة  باقان أموم أنه حاول الذهاب إلى اجتماع مجلس التحرير، لكن قوة من الشرطة وبتوجيهات من سلفا كير منعته  من الخروج من منزله،  متهمًا سلفاكير بانه  ضل الطريق عن رؤية الحركة  وبرامجها في بناء الدولة ، وأصبح يضرب بكل مبادئ الحركة وإرثها عُرْضَ الحائط ، وهذا توجه خطير سيجعل من الحركة  تنظيمًا فاقدًا للرؤية والاتجاه،  واتهم  في تصريحات نقلتها صحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية الحزب الحاكم في السودان (المؤتمر الوطني ) باختراق  الحركة الشعبية، وجهاز الدولة وقيادة البرلمان في بلاده. ومن ناحية أخرى، أكَّد قيادي جنوبي فضّل عدم الكشف عن اسمه لـ "العرب اليوم" أن اجتماع مجلس التحرير ، وهو أعلى جسم في الحركة ويضع سياساتها ويجيز قرارات الحزب التنفيذية، ينعقد في ظروف بالغة التعقيد. وأوضح أن قرارات الرئيس سلفاكير  طالت مجموعات من القيادات المؤسسة للحركة الشعبية ، وهؤلاء  يمكنهم إنشاء أجسام معارضة ،  وتوقَّع  أن  تتفاقم الخلافات في حال عدم التوصل الي قرارات توفيقية تُرضي الاجنحة المتصارعة  داخل الحركة ، فقيادات في وزن زوجة مؤسس الحركة جون قرنق دي مابيور ربيكا قرنق ،  والامين العام للحركة باقان أموم  ، ونائب رئيس الحركة د رياك مشار ، لن يكون من اليسير تجاوزهم  أو  التقليل من مكانتهم على الخارطة السياسية في جنوب السودان. وأعلن أن  إجتماعات  مجلس التحرير   تم تاجيلها  أكثر من مرة  لتعقد في ظروف  بالغة التعقيد  ،   وأوضح أن القيادات المعارضة للرئيس سلفاكير بدأت الاعلان عن مواقفها صراحة  ،  الامر  الذي بات يزعج الرئيس سلفاكير كثيرًا  ، لكه شدد على أن سلفاكير في ما يبدو بدأ يُحكم قبضته على مفاصل الحركة والحكومة في جنوب السودان ، وأنه مصمم على عزل  خصومه واحدًا  تلو الآخر.