سخرت حكومة جنوب السّودان من تصريحات نائب الرّئيس سلفاكير المعزول رياك مشار، والمتّهم بتدبير محاولة انقلابيّة على حكومة الرّئيس سلفاكير ميارديت، حيث قال مشار إنّه على استعداد للتّفاوض مع الرّئيس سلفاكير، لكن على شرط واحد وهو الرّحيل، ودعا الجيش الشّعبي إلى الإطاحة بالرّئيس سلفا كير ميارديت، وأكّد أنّه لا يريد أن يناقش إلا "شروط رحيل" منافسه. وقال مشار في مقابلة مع إذاعة فرنسا الدّوليّة "إذا ما أراد أن يتفاوض على شروط تنحيه عن السّلطة، فنحن موافقون، لكن عليه أن يرحل، لأنه لا يستطيع أن يحافظ على وحدة شعبنا خصوصاً عندما يعمد إلى قتل الناس ويحاول إشعال حرب إثنية.  وفي أوّل ردّ حكومي قال وزير الإعلام النّاطق الرّسمي باسم حكومة جنوب السودان مايكل مكوي في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم" مساء الخميس من جوبا إن الحكومة على استعداد للحوار  مع مشار دون شروط مسبقة، أما إذا استمر الرّجل في الحديث عن شروط، فهذا لن نقبله، ونحن على استعداد  لإكمال الشوط معه حتى النهاية وقتاله حتى يستسلم، وكشف أن مشار وصل إلى ولاية جونقلي التي سيطر أتباعه على أجزاء كبيرة منها مساء الأربعاء، وأنه يخطّط لأن يجعل من ولاية جونقلي قاعدة ينطلق منها لمهاجمة جوبا، وأشار إلى أنّه تحالف هناك مع العقيد ديفيد ياو ياو الذي ظلّ يقود التّمرّد من  جونقلي ضد حكومة الجنوب، وقال مايكل مكوي من الطبيعي أن يلتقي متمرد  بمتمرد وأوضح أن القوات التي هاجمت مناطق وقواعد حكومية في بور أغلبها  من القوات التي تم استيعابها في الجيش الشعبي.  وأكد  النّاطق الرسمي باسم حكومة جنوب السودان أن نائب الرّئيس السّابق  يحاول أن ينقل الصراع إلى ولايات أخرى، ورحب باهتمام الدول الصديقة بما يجري في بلاده، وأكد وصول وفد من وزراء دول الإيقاد إلى جوبا مساء الخميس، وينتظر أن يلتقي الوفد الجمعة بالرئيس سلفاكير ميارديت بهدف إجراء مباحثات لتهدئة الأوضاع جراء الأحداث التي تشهدها دولة جنوب السودان حاليا، ويضم الوفد مفوض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي إلى جانب سفراء دول الإيقاد في إثيوبيا، بالإضافة إلى وزير الخارجية السوداني علي كرتي. وأعلنت الأمم المتحدة أن مسلحين هاجموا قاعدة تابعة لها في  ولاية  جونقل. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن بعض الشبان من إثنية نوير دخلوا مدينة اكوبو، حيث لجأ مدنيون في قاعدة للأمم المتحدة وأن "معارك حصلت" فيما "تخشى الأمم المتحدة سقوط قتلى.  وفي تعليق على هذه التطورات يقول مصدر جنوبي فضّل عدم الكشف عن اسمه لـ"العرب اليوم" لابد من التوصّل إلى اتفاق سريع ينقذ الموقف، وأضاف المصدر أن خطورة الصراع الحالي تكمن في سيجدّد تنافس القبائل، ويتسبب   الصراع في عودة جيش الرب الذي يقاتل الحكومة اليوغندية من جديد  وهذا سيؤدي إلى توتر علاقات الجنوب في يوغندا، كما نخشى على النفط فاذا استمر القتال قد يتوقف كل شيء، مضيفا أن العنف والقتال هما الخطر الأول على الاستثمارات الأجنبية، والأمر الآخر والأخطر قد تتجدّد موجات النزوح واللجوء إلى السودان ودول الجوار ويعود جنوب السودان إلى مربع الحرب من جديد وهذه المرة بسبب قتال الداخل.