اختتم الرّئيس الكيني أوهورو كينياتا، ورئيس الوزراء  الإثيوبي هايلي مريام ديساليين  الخميس زيارة إلى جنوب السّودان، بحثا خلالها مع رئيس جمهورية جنوب السّودان سلفاكير ميارديت تطورات الوضع في جنوب السودان.  وقال وزير الإعلام النّاطق الرّسمي باسم حكومة جنوب السّودان مايكل مكوي في تصريحات إلى "العرب اليوم"، إنّ الرّئيس الكيني ورئيس الوزراء الإثيوبي غادرا جوبا إلى العاصمة الكينيّة نيروبي، التي تشهد الجمعة قمة لقادة دول الإيقاد، تبحث الوضع في جنوب السّودان، وأضاف أنّ وزيرخارجية بلاده برنابا مريال بنجامين سيمثل جنوب السودان في القمة لأن الرئيس سلفاكير لا يمكن أن يغادر بلاده حاليا وسيظل في جوبا لمتابعة التطورات، وأشار الوزير الجنوبي إلى أن بيانا مشتركا صدر في ختام زيارة الرئيس الكيني ورئيس الوزراء الاثيوبي، جاء فيه، فيما يختص بالوضع الحالي، وزيارة كينياتا وديساليين إلى جوبا، فقد تم عقد اجتماع مع الرئيس سلفاكير، أعقبه مشاركتهما وحضورهما لاجتماع موسع  لمجلس وزراء  حكومة جنوب السودان ناقش الاجتماع مجمل الأوضاع.  وجددت جوبا سعيها للسلام واستعدادها للتفاوض مع مجموعة رياك مشار، وبخصوص المعتقلين في أعقاب المحاولة الانقلابية، فإن إطلاق سراحهم سيتم حسب قوانين ودستور جنوب السودان، كما وافقت الحكومة على استمرار وصول المساعدات إلى مناطق جنوب السودان كلها دون عوائق.  وبحسب البيان فقد أكدت الحكومة أن على دول الإيقاد أن تنقل ذلك للطرف الآخر، وقال مكوي "الكرة الآن في ملعب مشار، وعن الأوضاع الميدانية والعسكرية أكد أن الحكومة بعد استرداد بور والسيطرة على ملكال في طريقها لاستعادة بانتيو، وكشف تجمعات لمدنيين مسلحين من أنصار رياك مشار في طريقهم من مدينة الناصر إلى مواقع القتال.  واتهم رياك مشار بأنه يعيد الآن سيناريو النزاع القبلي الذي تسبّب فيه في جنوب السودان في مطلع التسعينات وأنه يحاول أن يكسب تعاطف قبيلته، واختتم وزير الإعلام في جنوب السودان تصريحاته إلى العرب اليوم بالقول "إذا قبلت المجموعة المتمردة الحوار فالحكومة مستعدة لذلك، أما إذا استمرت مجموعة مشار في القتال، فالحكومة مستعدة لذلك، وستبقى الخيارات متاحة أمامها كلها، وأن قوات الجيش الشعبي تنتظر في كل ميادين القتال وزمام المبادرة بيدها.  ووصف وزير الخارجية الاثيوبي توادروس ادهانوم في تصريحات في مدينة جوبا الاجتماع الذي ضم رئيس جمهورية جنوب السودان، ونظيره الكيني، ورئيس الوزراء الإثيوبي، بأنه كان بنّاءً وصريحا جدا، واستعرض قضايا وقف الأعمال العسكرية، والبدء الفوري في الحوار لتسوية المسألة سياسيا، بالإضافة إلى الوضع الانساني. وكان وزير النفط في جنوب السودان ستيفن ديو، أعلن الخميس عن استيلاء القوات الموالية لرياك مشار بعض آبار النفط في ولاية الوحدة التي توقف فيها الإنتاج النفطي في وقت سابق هذا الأسبوع بسبب القتال، وعبر عن خشية حكومة بلاده من أن يلحقوا بها  أضرار.  وأضاف أن المتمردين استولوا على حقل ثار جاث في ولاية الوحدة الذي ينتج 45 ألف برميل يوميا، من ناحيتها قالت المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة في جنوب السودان هيلدا جونسون، إن التقديرات تشير إلى مقتل أكثر من ألف شخص خلال المواجهات بين طرفي النزاع المسلح، وأضافت في مؤتمر صحافي "نعمل ليل نهار للحصول على الموارد التي قد تساعدنا في الأزمة الحالية، و"نسعى للحصول على الموارد الضرورية خلال 48 ساعة ،وأكدت أن البعثة  لن تتخلى عن جنوب السودان، وفي الخرطوم التقى الرئيس السوداني عمر البشير مساء الخميس بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للسودان وجنوب السودان هايلي منقريوس. وقال المبعوث في تصريحات له إن اللقاء تناول أبعاد الصراع الذي يدور في جنوب السودان، وتوضيح أن للسودان دور كبير يمكن أن يقوم به في هذه القضية نسبة للروابط التي تجمعه بجنوب السودان وخصوصية العلاقات، وأضاف أن الصراع الذي يدور في جنوب السودان سيؤثر حتماً على السودان وغيره من الدول المجاورة ،مضيفا أن السودان بالتعاون مع منظمة الايقاد بدؤوا خطوات جادة في الوساطة بين الفرقاء في جنوب السودان وقال إن  الأمم المتحدة تأوي آلاف من النازحين في مقارها هناك.  وأكد أنه يثق في مقدرة السودان على إحداث الانفراج في هذه الأزمة داعياً السودان إلى أخذ زمام المبادرة في هذه القضية، مضيفا أن الرئيس السوداني مهتم باستقرار الأوضاع في جنوب السودان، وأنه أمن على جهود الإيقاد ودورها في الحل السلمي، وأن السودان سيشارك في قمة نيروبي، بوفد يقوده النائب الأول للرئيس البشير الفريق بكري حسن صالح، وأشار منقريوس إلى أن الآلاف من رعايا السودان أصبحوا لاجئين بعد القتال الأخير، وتطرق إلى قرارمجلس الأمن الدولي الأخير الخاص بزيادة أفراد بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان ليكون بمقدورها القيام بواجباتها و إنجاز تفويضها الممنوح لها هناك .