دعت فصائل منظَّمة التَّحرير الفلسطينيَّة، السَّبت، حركة "حماس"، التي تسيطر على قطاع غزَّة منذ منتصف عام 2007 بفك ارتباطها بجماعة "الإخوان المسلمين"، حفاظًا على مصالح الشَّعب الفلسطيني، بعد أن باتت تلك الجماعة متَّهمة بالإرهاب. جاءت الدعوة بعد قرار الحكومة المصرية اعتبار جماعة الإخوان، جماعة إرهابية ومحظورة، وأن جميع من ينتمي لها أو يقدم لها الدعم معرض للمساءلة والعقاب. وحذر قادة فصائل منظمة التحرير، السبت، من "تبعات وتداعيات إصرار حماس الانتماء للجماعة على الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، وعلى جماهير شعبنا في قطاع غزة بشكل خاص الذين يدفعون ثمنًا لهذا الانتماء يوميا منذ انقلاب حماس في القطاع". وشدد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن، على "ضرورة أن تنسلخ حماس عن الجماعة وأن تتحول إلى حركة تحرر وطني، على غرار التنظيمات الفلسطينية وإقرار الولاء والانتماء للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وعدم ربط مصيرها بالجماعة"، محذرا من "التبعات السياسة والاقتصادية والأمنية على شعبنا إذا ما أصرت حماس بانتمائها للجماعة الإرهابية المحظورة"، داعيًا إياها إلى "تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصلحة الحزبية الضيقة". وقال الأمين العام لجبهة النضال أحمد مجدلاني: إن حماس تحولت من حركة دعوية إلى مليشيات مسلحة بعد الانقلاب العسكري في غزة، ومن ثم إلى حزب محظور وإرهابي من خلال تبعيتها لجماعة الإخوان، مؤكدا أن "حماس ومنذ الحراك الشعبي في المنطقة العربية وهي تزج نفسها في الشؤون العربية الداخلية، خصوصا في مصر وسورية، مما انعكس سلبًا على أبناء شعبنا في الشتات والقضية الفلسطينية العادلة". وقال الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية جميل شحادة: إن المطلوب من حماس فك ارتباطها بالجماعة المحظورة، ليس فقط بعد تطورات المشهد المصري بل ومنذ نشأتها، والكف عن رهن المشروع الوطني الفلسطيني بيد الجماعة من أجل أهدافها ومصالحها، مشيرا إلى أن "جبهته دعت أكثر من مرة حماس لفك الارتباط بالإخوان المسلمين لحماية مصالح شعبنا في قطاع غزة، وأن لا تتدخل بالشؤون العربية الداخلية. واعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود إسماعيل أن "انقلاب حماس العسكري في قطاع غزة واستمرار تبعيتها لجماعة الإخوان المسلمين، أضعف الموقف الفلسطيني، وشق الوطن إلى شطرين"، مضيفا أن "حماس قدمت استمرار مصلحة الإخوان على مصلحة الشعب الفلسطيني"، ومتابعا "يجب على حماس أن تُغلب المصالح الوطنية على الأهداف الحزبية الضيقة"، مؤكدا أن "جماعة الإخوان أصبحت أداة لتقسيم المنطقة إلى دويلات وتفكيك الأمة العربية". وقال نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم أبو ليلى: إن جبهته لطالما دعت حماس ومنذ البداية أن تقدم نفسها كحركة وطنية فلسطينية وليس جزءا من أي جهة خارجية، مدينا الأعمال الإرهابية التي تجرى في مصر، موضحا أن "موجة الإرهاب هذه تهدف إلى منع إرساء الديمقراطية في مصر"، داعيا حماس إلى الكف عن التدخل في الشؤون العربية الداخلية وفي مصر تحديدا والتركيز على مصالح شعبنا وقضيته الوطنية العادلة". وجدد نائب الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني فدا صالح رأفت، مطالبته حماس بـ "عدم التدخل بالشؤون العربية الداخلية، وأن تحترم إرادة الشعوب العربية خاصة الشعب المصري الذي أطاح بحكم الإخوان المسلمين"، داعيا الحركة إلى "قراءة تطورات المشهد المصري بشكل جيد، خصوصا بعد إعلان جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا"، مؤكدًا أن "حماس قد تقود شعبنا إلى موقع تصادم مع أشقائه العرب، وخصوصا في مصر إذا ما أصرت على تغليب انتمائها للجماعة على انتمائها للوطن الفلسطيني". وأكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية رباح مهنا، أن "جبهته دعت حماس في أكثر من مناسبة للانسلاخ عن جماعة الإخوان المسلمين والتحول إلى حركة تحرر وطني"، مشددا على أن "المطلوب دعم عربي من جميع الأطراف والأحزاب للقضية الفلسطينية وليس فقط ما تقدمه الجماعة لحماس وما تقدمه حماس للجماعة، محذرًا من التبعات السلبية على المشروع الوطني في حال استمرار الانتماء والتبعية للجماعة". ودعا عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد العوض، حماس إلى "إعادة النظر بجميع سياستها الخارجية وبحجم ارتباطها بجماعة الإخوان لتجنيب الشعب الفلسطيني من أية تبعات خطيرة"، مضيفا "دعونا حماس في أكثر من مناسبة لفك ارتباطها التنظيمي والسياسي في التنظيم الدولي للإخوان، وأن تضع مصلحة الشعب الفلسطيني فوق أية