أكّدت مصادر مطلعة صحة نبأ استقالة 4 نواب من كتلة حزب "النهضة" الإسلامي، صاحب الغالبية الحاكمة في تونس، وهي المرة الأولى التي تعصف فيها الاستقالات في الغالبية النيابية، عقب استقالة القيادي في الاتجاه الإسلامي، والمفكر والفيلسوف أبو يعرب المرزوقي، العام الماضي. وكشف المصدر، في تصريح إلى "العرب اليوم"، عن أنَّ "بب الاستقالة هو رفض النواب الأربعة، فرح النصيب، وخالد بالحاج، وكوثر لدغم، وأحمد السميعي، لسياسة حركة النهضة الإسلامية، واحتجاجهم على ما اعتبروه تنازلات، قدّمها الحزب لخصومه السياسيين، أسهمت في الإضرار بشعبيته، وتخليه عن جزء من مبادئه". وأشار المصدر إلى أنَّ "مطالب الاستقالة مازالت في مكاتب الضبط، في كتلة حركة النهضة، ولم يتم تحويلها بعد إلى مكتب المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) للنظر فيها". يأتي هذا في حين تتكتم حركة "النهضة" على الخبر، دون أن يرد منها رد رسمي، إلى حد الآن. وتعيش قواعد وقيادات حزب "النهضة" الإسلامي في تونس حالة من التململ، بعد الانتكاسات السياسية التي مُني بها الحزب، والأزمات الأمنية التي مرت بالبلاد، وضغوط المعارضة، التي جعلت "النهضة" تقدم تنازلات بغية تفادي مصير بقية الحركات الإسلامية في المنطقة العربية، ولضمان نجاح التجربة التونسية في تحالف الإسلام السياسي مع علمانيين ويساريين.