دعا الرئيس السوداني، عمر البشير، الجميع إلى "المشاركة في التصدي لمشكلات بلاده"، حيث قدَّم في خطابه، مساء الإثنين، شرحًا مُفصَّلًا لمشكلات بلاده السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية. وأكَّد البشير، أن "الحوار السياسي، وتحقيق السلام، وحل قضايا الاقتصاد، والحفاظ على النسيج الاجتماعي أولوية قصوى"، مضيفًا "إذا أردنا نهضة شاملة لابد أن نجعل من السلام همنا الأول". وأشار إلى أن "ذلك لا يتم بالإجراءات، وإنما بدفع من الجميع"، موضحًا أن "خطابه مُوجَّه إلى كل الشعب السوداني، لأن السودان هو القادر على مواجهة التحدي". وأضاف، "لا يجب أن تُعرقل الخلافات السياسية الاتفاق على رؤية وطنية نواجه بها التحديات الراهنة"، مطالبًا بـ"أن يعلو الولاء للوطن على ما سواه، لأن الزمن لا ينتظر، حيث ضاعت على بلاده فرص عديدة منذ استقلالها في العام 1956". واعترف الرئيس، بـ"المعاناة التي يعيشها شعبه، نتيجة للظروف الاقتصادية"، موضحًا أن "حكومته تتطلع إلى الأحسن والأفضل". ودعا الرئيس، حزبه "المؤتمر الوطني"، والأحزاب الأخرى إلى الاستعداد لمتطلبات المرحلة المقبلة، وركز في خطابه على مشكلات السودان الاقتصادية، وما أفرزته تلك المشكلات من تأثيرات على المواطن. وقدَّم رؤية حكومته لحل تلك المشكلات، وأبرزها؛ مضاعفة الإنتاج لمحاربة الفقر المجتمعي، وتوظيف الشباب، والاستفادة من قدراتهم وطاقاتهم. وطالب الرئيس، بـ"رفع الحصار الجائر المفروض على بلاده"،  داعيًا إلى "التمسك بالوحدة الوطنية، ونبذ العنف والقبلية، ووقف الصراع  في محافظات دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان". ودعا الحركات المسلحة، إلى "وضع السلاح جانبًا، والانخراط في عمليات الحوار لبناء الوطن"، مضيفًا أن "تشخيص واقعنا على حقيقته، والتعرف الدقيق على ما فيه من مشكلات يجب ألا يتحول إلى إساءة ظن مُعقدة في مقدرة السودانيين على الارتفاع بمستوى التحدي لحل تلك المشكلات". وفاجأ الحضور تواجد زعيم حزب "المؤتمر الشعبي"، حسن الترابي، الذي ظل يقاطع مثل تلك اللقاءات، حيث حضر على رأس وفد كبير من حزبه، كما حضر اللقاء مستشار البشير السابق، غازي صلاح الدين، الذي انشق عن الحزب الحاكم، بالإضافة إلى زعيم حزب "الأمة" الصادق المهدي، وعدد كبير من أعضاء السلك الدبلوماسي، وقيادات الحركة الإسلامية، وشخصيات قومية، إلا أن تحالف أحزب المعارضة قاطع اللقاء، حيث أعلن أنه "سيطرح رأيه كاملًا، بشأن خطاب الرئيس البشير في وقت لاحق، بعد أن اتهم الحزب الحاكم بالتلاعب بقضايا الوطن.