تستضيف العاصمة الأثيوبية أديس أبابا جولة مفاوضات جديدة، بين السودان و"الحركة الشعبية قطاع الشمال"، والتي بدأت الخميس، وتستمر لمدة ثلاثة أيام، بغية دراسة مقترحات الوساطة الأفريقية بشأن نزاعهما في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. وأكّدت الحركة الشعبية أنّ "الوفد الحكومي رفض الجلوس مع مفاوضيها، في غياب الوسطاء، وامتنع عن إجراء أيّة مباحثات تمهيديّة غير رسمية". وأوضح المتحدث باسم الحركة مبارك عبد الرحمن، في بيان صحافي، أنّ "الجميع فوجئ بغياب مساعد الرئيس السوداني رئيس الوفد الحكومي إبراهيم غندور، وتولي والي جنوب كردفان السابق عمر سليمان قيادة الوفد". يأتي هذا فيما أكّد مصدر مطلع في الخرطوم، في تصريح إلى "العرب اليوم"، الجمعة، أنّ "غندور سيلحق بوفد الحكومة، بعد أن عاد الخميس، من زيارة رسمية إلى اليمن". وأشار المصدر إلى أنّ "وفد الحركة سيظل يتخذ مواقف لا تساعد على انطلاق التفاوض"، متوقعًا أن "تصطدم الجولة المعلنة بمواقف الحركة"، ومطالبًا المجتمع الدولي أن "يمارس المزيد من الضغوط على الحركة، وإلا سيكون مصير الجولة مشابه لسابقاتها". وفي سياق متصل، طالب نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون التنموية والإنسانية في السودان عدنان خان، في بيان له، طرفي التفاوض، بـ"اتخاذ خطوات فورية لضمان تلبية الاحتياجات الإنسانية"، موضحًا أنّ "هناك حاجة ملحة وماسة لمعالجة الوضع الإنساني، بعد ما يقرب من الـ3 أعوام من النزاع المسلح في جنوب كردفان والنيل الأزرق". وأضاف "لا يمكننا أن نسمح بأن يستمر الأبرياء في دفع ثمن الحرب، أو جعل تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة رهينة للتقدم السياسي"، داعيًا إلى "وقف القتال، وأن تضمن الأطراف إتاحة الوصول الآمن والفوري للفاعلين الإنسايّين، بحيث يمكن تلبية الاحتياجات الإنسانية كافة". وكشف عن أنّ نحو 1،2 مليون شخص تأثروا بالنزاع في الولايتين، منذ بدء القتال في تموز/يوليو 2011. وفي تطور آخر، أعلن عدد من قيادات ولاية جنوب كردفان عن رفضهم لقيادة ياسر عرمان التفاوض مع الحكومة، ورفع متظاهرون شعارات تطالب الأمم المتحدة بالتدخل العاجل لحل قضية الولايتين.