حمّل عصام البرقاوي المعروف بـ"أبو محمد المقدسي"، والمسجون لدى السلطات الأردنية بتهم الإرهاب، دولة العراق والشام الإسلامية (داعش) مسؤولية "فشل" الصلح بينها وبين بقية الفصائل السلفية وفصائل الجيش الحر في سورية، ودعا جبهة النصرة إلى إلغاء المهلة التي حدّدتها لقيادة "الدولة"، بعد مقتل القيادي البارز في حركة أحرار الشام "أبو خالد السوري". دعوة المقدسي جاءت في رسالة صوتية ، نشرها زعيم السلفيين الجهاديين في جنوب الأردن، محمد الشلبي الشهير بـ"أبو سياف"، الذي قال إنها وصلت إليه عبر وسطاء من داخل السجن، وحملت الرسالة عناوين عدّة أبرزها المهلة التي حددها زعيم جبهة النصرة "أبو محمد الجولاني" لتنظيم الدولة، وقال المقدسي إن "على أمير الجبهة ألاّ يحدّد مدة معيّنة لـ"الدولة"، ما دامت هذه الأخيرة تنسحب من مناطق شمال سورية"، معتبراً أن "الهدف الرئيس الآن يتمثل في حقن دماء المسلمين". وحرص المقدسي في رسالته على كيل الثناء لزعيم النصرة بشكل واضح، قائلاً "لقد أخذنا على الجولاني أنه رجل عاقل، ونتمنى أن يهديه الله إلى سواء السبيل، وألاّ يحدّد وقت للانسحاب، حتى لا يكون سبباً في إشعال نار فتنة جديدة، فنحن سمعنا عنه ما يسر". وتضمنت الرسالة الصوتية، فتوى بعدم شرعية الشروط التي وضعتها (داعش) على الفصائل التي قاتلتها شمال سورية، والتي تسببت بإفشال ما عُرف بـ "مبادرة الأمة" التي تبناها عبد الله المحيسني. وقال المقدسي "منذ أن رفض إخواننا في "الدولة" الصلح، وفي النفس شيء. ومع ذلك لم نذكرهم إلا بالخير، وكنّا نتمنى ولا زلنا لم نفقد الأمل، ونحن لا نريد أبداً أن نحرّض عليهم، أو أن يُسفك دم أي أحد، سواء كان من الدولة أو من النصرة، ونتمنى من الله أن يهدي إخواننا أجمعين في الدولة والنصرة وسائر الفصائل التي تسعى لتحكيم شرع الله، وحقن دماء المسلمين".   وختم المقدسي، الذي يُعد المرجع الروحي للتيارات السلفية الجهادية في الأردن والعالم، بالقول إن "رسائلي التي أوجّهها إلى المجاهدين في سورية، تنطلق من رؤية شرعية، هدفها الأول حقن الدماء".