قررَّ الرئيس السوداني عمر البشير، العفو عن المعتقلين السياسيين ،وإطلاق سراح كل من لم تثبت بحقه تهمة جنائية في الحق العام والخاص، وتعهد في خطابه أمام الملتقى التشاروي الذي جمع، مساء الأحد، في الخرطوم ، قيادات الأحزاب السياسية في بلاده، بحرية الإعلام وإتاحة الفرصة لوسائله المختلفة في القيام بدورها في ترسيخ معاني الحوار، كما أكد أن الحكومة جادة في تبنيها للحوار مع الآخرين للتوصل إلى تفاهمات بشأن القضايا القومية، وتعهد الرئيس السوداني بتمكين الأحزاب من ممارسة نشاطها السياسي، وتهيئة الاجواء للحوار الوطني الجاد. ومن جانبه دعا زعيم حزب "الأمة" المعارض، الصادق المهدي ، إلى حوار بلا استثناء، ورحب بدعوة الحوار التي أطلقها رئيس بلاده، مشيرًا إلى أن حزبه دعا في السابق إلى انتفاضة شعبية في حال لم يستجب النظام الحاكم للحوار مع القوى الاخرى ، ، و حذر من العنف ،وقال المهدي ، نبدو متفقين  على اقامة نظام جديد رغم الخلاف بشأن وسائل تحقيق ذلك الهدف، ورحب بالقرارات التي اعلنها الرئيس البشير في خطابه امام قادة الاحزاب في مستهل الحوار ، والخطوات التي اعلنها لبناء الثقة. وطالب المهدي برفع القيود عن الانشطة الانسانية الدولية ، خاصة انشطة اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي ، والالتزام بإفساح المجال لأنشطة منظمات المجتمع المدني ، والحياد في الحوار و الالتزام بتحقيق نتائجه .  كما دعا إلى تشكيل مجلس قومي للسلام ، يدير الحوار مع الحركات المسلحة بالإضافة إلى الالتزام بالمواثيق الدولية والغاء وتعديل القوانين المقيدة للحريات ، وتطرق إلى وضع الدستور الدائم واجراء انتخابات حرة ونزيهة، وشدد على محاربة الفساد ،وطالب بتشكيل مفوضية للنظر في ملف الفساد. وأشار المهدي إلى حل الازمة الاقتصادية بخفض المصروفات العامة وترشيد الاستهلاك والاهتمام بالزراعة ، وفي محور العلاقات الخارجية شدد على إصلاح العلاقات الخارجية ، وتطرق إلى ملف العلاقة مع دولة جنوب السودان ، وضرورة وقف الصراع والاستمرار في تقديم الدعم للمتأثرين بالصراع هناك ، وحث اطراف النزاع على عدم اقحام البترول في دائرة الصراع.  وتناول العلاقات مع مصر وطالب بمواقف واضحة من العلاقة مع القاهرة ، وقال "لاينبغي ان نسمح للبعض بان يجروا المشهد المصري إلى الساحة الداخلية السودانية،  مشيرا إلى أن هذه الاطروحات لابد أن تضطلع بتنفيذها حكومة قومية . و طالب زعيم حزب "المؤتمر الشعبي المعارض" ، حسن الترابي ، بتحديد القضايا الملحة، و"قال إن المواطن لا يهتم بما نتحاور بشأنه كسياسيين لان المواطن يريد منا ان نتناول مايهمه من قضايا". وشدد على التراضي الوطني والعودة إلى خيار الشعب و طالب بتشكيل لجنة تنسيقية عليا للنظر في القضايا التي يتبناها الحوار ، وقال "إن الحوار الذي لا يستغرق من الوقت الكثير فيه خير للامة وللوطن" .  تجدر الاشارة إلى أن 17 من أحزاب تحالف احزاب المعارضة السودانية ،اعلنت مقاطعتها اللقاء ، وقال التحالف في بيان له ان اجواء الحوار لم تتوفر بعد .