اُغتيل رجل الدين المسيحي، فرنسيس فاندرلخت، الهولندي الجنسية، داخل المدينة القديمة في حمص المحاصرة، على يد مُلثَّم مجهول، أطلق عليه النار، داخل دير الآباء اليسوعيين، في حي بستان الديوان، الإثنين. وشكل اغتيال الأب فرانسيس صدمة لدى المعارضة السورية, حيث توعَّد الثوار بالكشف عن الجاني، والجهة التي تقف وراءه، وإن كانت كل أصابع الاتهام تشير إلى تورط قوات الحكومة في اغتياله، نتيجة مواقف الأب تجاه الثورة. وكان الأب فرانسيس، يرفض مغادرة المنطقة المحاصرة في حمص، رغم التوصل لاتفاق بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية بوساطة من الأمم المتحدة منذ فترة، تم السماح بموجبها لخروج مدنيين من تلك الأحياء, ورفض الأب فرنسيس الخروج من الأحياء المحاصرة، وفضل البقاء والوقوف مع المحاصرين بعكس ما أشاعه إعلام القوات الحكومية، الذي اتهم ثوَّار حمص بطرد السكان المسيحيين. وناشد الأب فرنسيس عبر محطات الأخبار الفضائية، "بلاده والأمم المتحدة أن تسارع إلى رفع الحصار عن أهالي أحياء حمص القديمة، والذين ينقصهم الغذاء والدواء، عبر ظهوره المستمر في مقاطع "فيديو" نشرت على شبكات الإنترنت، كان الأب فاندرلخت يُؤكِّد احتضان ثوار حمص له، وسعيهم إلى حمايته والاطمئنان عليه بعد القصف قوات الحكومة للحي. من جهته، دان "الائتلاف الوطني السوري" المعارض، في بيان له، الأربعاء، حادثة اغتيال الأب فرنسيس فاندرلخت، راعي دير الآباء اليسوعيين في حي بستان الديوان في حمص القديمة, وقال الائتلاف، إنه "تلقى ببالغ الحزن والصدمة خبر استشهاد الأب فرنسيس فاندرلخت، وراعي دير الآباء اليسوعيين في حي بستان الديوان في حمص القديمة، والذي أمضى في سورية 35 عامًا، ورفض الخروج من أحياء حمص المحاصرة، وذاق ويلات الحصار المفروض من قِبل قوات الحكومة مع باقي أبناء الشعب السوري". وأضاف "لقد عبَّر الأب فرنسيس مرات عدة عن مواقفه من خلال تسجيلات مُصوَّرة من قلب الأحياء المحاصرة لنقل الحقيقة للعالم، عما يتعرض له المدنيون العزل من تجويع وقصف لأحيائهم السكنية من قِبل قوات الحكومة"، مطالبًا المجتمع الدولي في أكثر من مرة بـ"إدخال المساعدات الإغاثية الفورية إلى الأطفال والنساء والشيوخ". وأكَّد الائتلاف في بيانه، على "إدانة جريمة اغتيال الأب فرنسيس بأشد العبارات"، مشددًا على "محاسبة من يقف وراء تلك الجريمة"، مُذكِّرًا بأن نظام الأسد لطالما قام بتصفية كل من تعاطف مع الشعب السوري أو عبر عن مواقف ضد القمع والإجرام الممارس ضد المواطنين". يذكر أن الأب فرنسيس، هولندي الجنسية، وهو مسؤول عن دير الآباء اليسوعيين في حي بستان الديوان، في حمص القديمة، وأمضى في سورية 35 عامًا.