الجزائر - الجزائر اليوم
توقّع جريبي بشير، رئيس الفدرالية الوطنية للوكالات السياحية، في حديث لـ”الشروق”، تسجيل انتعاش طفيف في السياحة الجزائرية بعد فتح الحدود الجوية جزئيا ابتداء من الفاتح جوان 2021، غير أنّ هذا يعد برأيه قطرة في محيط وغير كاف لإعادة بعث السياحة ببلادنا بعد ما لحقها من خسائر طالت مختلف الناشطين والعاملين في القطاع سواء بشكل مباشر أم غير مباشر.
وأوضح المتحدث أنّ الوكالات التي بقيت صامدة في هذه الأزمة تسعى خلال موسم الاصطياف إلى العمل على إعداد برامج ومنتجات سياحية، غير أنّها تواجه في ذلك تحديات عديدة أهمّها محدودية الأسرّة في الفنادق والتي لا يتعدى عددها على شواطئ البحر 30 ألف سرير وهو عدد ضئيل جدا مقابل الطلب الكبير المتوقع، خاصة من قبل الجالية الوطنية في الخارج والعائلات الجزائرية.
وتوجه جريبي باقتراح للسلطات الوصية يتعلق بأماكن الحجر الصحي للراغبين في دخول الجزائر في فنادق بعيدة عن الساحل والبحر لتفادي استغلال الهياكل الفندقية القريبة من البحر.
وعدّد المتحدث صعوبات كبيرة ورهانات شديدة للوكالات السّياحية التي تحاول استعادة أنفاسها ودفع النشاط بما تيسر من سيّاح يأمل توافدهم على البلاد، بالأخص المغتربين الجزائريين الذين سيتنقلون لزيارة ذويهم وعائلاتهم، وستكون هذه الصائفة مناسبة أيضا لانتعاش سوق العملة الصعبة، مثيرا في هذا السّياق إلى تضييع الاقتصاد الوطني ثروة مالية في غياب مكاتب الصرف الرسمي وترك المجال مفتوحا أمام السوق السوداء لفرض منطقها.
وتحدّث جريبي عن واقع مرير لمهنيي السّياحة في الجزائر، نتيجة الأضرار البالغة المترتبة عن وباء كورونا واستمرار غلق الحدود لحوالي سنة ونصف، فقد خلالها الآلاف مناصب عملهم وأوصدت العديد من الوكالات أبوابها، أمام تخلي الدولة عن العاملين في السّياحة وتركهم يواجهون مصيرهم لوحدهم، حيث بقيت كل الوعود برأيه حبرا على ورق، دون أن يستفيد هؤلاء من دعم ومرافقة، رغم ما قيل وما اتفق عليه من تدابير لم تر النور ماعدا تأجيل تسديد مستحقات الضرائب واشتراكات الضمان الاجتماعي.
وقدّم جريبي أرقاما غير مبشرة لواقع السياحة التي تعرضت لانتكاسات متكررة في وقت كان يأمل المهنيون انتعاشها وتخصيصها ببرامج جادة من حيث رفع عدد الهياكل الفندقية وتسهيل الاستثمارات وتحسين المحيط العام وترويج المنتج السياحي.
وأشار جريبي في معرض حديثه إلى وجود 4200 وكالة سياحية ناشطة في الجزائر، حوالي 3 آلاف وكالة سياحية منها مغلقة إلى غاية الآن بسبب تأثرها البالغ بأزمة كورونا، فيما تخلت 1400 وكالة سياحية عن النشاط بشكل تام ونهائي، لعدم تمكنها من مجابهة الظروف والأعباء المالية.
وقد أدّى هذا الوضع إلى مغادرة المهنيين للقطاع بحثا عن مصادر رزق يعيلون بها عائلاتهم، بعد أن طالت فترة بطالتهم وتسريحهم من قبل أصحاب الوكالات.
وقدّر جريبي مناصب العمل المعلنة رسميا من قبل السلطات الوصية عن القطاع بـ 60 ألف منصب عمل في مجال السياحة، تعرّض نصفها إلى الفقدان والإلغاء أي حوالي 30 ألف منهم فقدوا مناصب عملهم وتوجهوا نحو قطاعات أخرى فيما يقبع آخرون في البطالة.
قد يهمك ايضاً