عبد العزيز بوتفليقة

دعا رئيس الجزائر عبد العزيز بوتفليقة، الأحد، الحكومة الجزائرية والشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين إلى التضامن ورص الصفوف، بهدف الحفاظ على استقلال الجزائر ماليا وأيضا على سيادتها في المجال الاقتصادي. وقال الرئيس بوتفليقة، في رسالة بعث بها للشعب الجزائري بمناسبة الاحتفال بيوم المجاهد، "الجزائر أمام تحديات الساعة أن نستلهم المثال في التضامن والتجانس بين جميع فاعلي حكومة وشركائها الاجتماعيين والاقتصاديين بغية تعبئة كل الطاقات وخلق مداخيل جديدة تكمل مداخيل النفط لكي نحافظ، على المدى البعيد، على استقلال الجزائر ماليا وعلى سيادتها في المجال الاقتصادي".  

وحملت رسالة القاضي الأول للبلاد نفس فحوى التعليمات الأخيرة، التي أصدرها قبيل إنهاءه مهام رئيس الوزراء الجزائري السابق عبد المجيد تبون، وتعيين رئيس الديوان الرئاسي أحمد أويحي خلفا له، وأمره بوقف التحرش ضد كبار رجال المال والأعمال في البلاد، وقال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إنه "من واجب الحكومة وشركائها الاجتماعيين والاقتصاديين، إعلاء المثال، بالتضامن والتجند ورص الصفوف لباقي شعبنا لكي تتمكن بلادنا من  تعبئة عزائم جميع أبنائها والاستثمار البناء في قدراتهم المختلفة ".

وشدد الرئيس بوتفليقة على ضرورة تحقيق الإجماع الوطني ورص الصف الداخلي، مضيفا بالقول إن "إجماع وتوحيد قوانا قد شكل المبتغى الجوهري للمسيرة السياسية التي كان لي الشرف أن أخوضها معكم طوال هذه السنين انطلاقا من الوئام المدني ومرورا بالمصالحة الوطنية".

وخاطب الشعب الجزائري قائلا "ملزمون اليوم بعدم تضييع أية ورقة كانت أو أية قدرة ممكنة للانتصار في معركة التنمية، في ظروف تتميز بضغوط خارجية عديدة وفي مقدمتها انهيار رهيب لأسعار النفط منذ 3 أعوام". وتأتي هذه الرسالة في وقت استدعى الوافد الجديد على مبنى قصر الدكتور سعدان أحمد أويحي الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين لاجتماع الأربعاء المقبل، ويعتبر هذا الاجتماع الأول من نوعه في جدول أعمال أويحي بعد تسلمه مهامه خلفا لعبد المجيد تبون الخميس.

وحسب المعطيات الراهنة وجه رئيس الوزراء الجزائري دعوة لكل شركاء العقد الاجتماعي والاقتصادي، في مقدمتهم الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي سعيد ورئيس منتدى رؤساء المؤسسات الجزائرية على حداد.  

وسيسعى أحمد أويحي خلال هذا اللقاء إلى " تلطيف " الأجواء بين الحكومة السابقة ورجال الأعمال الجزائريين، بسبب "الحرب المفتوحة"، التي شنها عليهم عبد المجيد تبون، وعجلت في نهاية المطاف برحيله, كونه تحول إلى مصدر قلق كبير لجهات نافذة في أعلى هرم السلطة الجزائري خاصة بعد تمكن من كسب دعم وتأييد الرأي العام وج المعارضة إلى صفه وأعلنت لأول مرة دعمها لرجل محسوب على جناح السلطة.

وسيكون الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلاد على رأس الملفات التي ستطرح للنقاش وكذلك اجتماع الثلاثية " حكومة أرباب العمل الاتحاد العام لعمال الجزائر"، المرتقب عقده خلال الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر / أيلول المقبل، حسب التاريخ الذي حددته الحكومة السابقة، ولا يعلم لحد الساعة إن كانت حكومة أويحي ستحافظ على نفس التاريخ، أو أنها ستقوم بإجراء تغييرات على المكان والزمان.