هاشمي شاهرودي

تفاقمت الخلافات بين القوى السياسية الشيعية في العراق خلال الشهور الماضية، ما دعا إيران إلى التوسط بينها، فأرسلت مسؤولَين رفيعَي المستوى إلى بغداد، هما رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي شاهرودي، والأمين العام للمجلس محسن رضائي اللذين عقدا سلسلة لقاءات مع زعماء التحالف الوطني.

وتقول مصادر مطلعة على طبيعة الحوارات التي أجراها رجل الدين الذي يصنف إيرانياً بأنه الأكثر قرباً من المرشد علي خامنئي لـ "الحياة"، إن وقف الانقسامات التي تواجه التحالف الشيعي كان الهدف الأول للزيارة. ولم تستبعد إجراءه حوارات مع مرجعيات دينية وقوى سياسية مؤثرة، إضافة إلى قادة "الحشد الشعبي".

إلى ذلك، حذر رضائي من أن استفتاء الأكراد على الانفصال هو «تقسيم للعراق وسيمتد إلى سورية وتركيا ويؤدي إلي حروب تزعزع أمن المنطقة». وأضاف أن هذا هو السبب وراء معارضة طهران. واعتبر امتناع الأمم المتحدة والدول الأوروبية عن مراقبة العملية أكبر فشل لهذه الفكرة، وإصرار القادة الأكراد على إجرائه يعود إلى أحد سببين، إما لدوافع شخصية أو أن هناك أيادي خلف الستار، وستنكشف هذه الأيادي مستقبلاً.

ويقول مسؤولون عراقيون إن لبيئة الإيجابية التي رافقت التحسن الأمني وطرد داعش من معظم الأراضي التي احتلها عام 2014 رافقتها بيئة سياسية إيجابية على مستوى مضي الحكومة العراقية مدعومة بقوى شيعية دينية مثل المرجع الأعلى علي السيستاني والصدر، إضافة إلى الحكيم، أدت إلى تحسن علاقات العراق الخليجية والعربية، وتحييده في الصراع الذي تخوضه إيران.

وأكدت أن تلك القوى أبلغت طهران بأن رغبتها في ضمان وحدة التحالف الوطني الشيعي يجب أن تقترن بتخفيف الضغوط التي تمارسها على الحكومة وأن الانفتاح في العلاقات العراقية- الخليجية يجب أن تنظر إليه باعتباره خياراً استراتيجياً غير موجه ضدها.