قُتل لبناني وأُصيب ثمانية آخرون برصاص القنص الذي تجدد في مدينة طرابلس، صباح الخميس، وذلك قبل ساعات على الاجتماع الأمني الاستثنائي الذي دعا إليه الرئيس اللبناني ميشال سليمان في قصر بعبدا للبحث في تطورات الوضع الأمني في المدينة المُضطربة. وشكا الحزب "الديمقراطي" اللبناني العلوي، من حرق محلات تجارة لعلويين من غير المحازبين، متهمًا عناصر سنيّة بحرق المحلات، لأن مالكها علوي بمعزل عن انتمائه الحزبي. وأكد تقرير أمني، أن مجهولين قتلوا رجل الأعمال الطرابلسي محمد الناظر، وسلبوه أمواله أثناء عبوره منطقة الملولة في المدينة، وتردد أنه قُتل برصاص قناص، مما أدى إلى التباس، تزامنًا مع استمرار رصاص القنص المتقطع في منطقتي التبانة وجبل محسن، فيما تشهد المدينة حركة سير خجولة، إلا أن معظم المحلات التجارية البعيدة نسبيًا عن أماكن القتال، بدأت تفتح أبوابها، رقم إغلاق المدارس والجامعات أبوابها. واندلعت معارك عنيفة، مساء الأربعاء، على محاور حارة البرانية، سوق القمح، البقار، حارة السيدة، بعل الدراويش، البازار، الأميركان، استعملت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، إضافة إلى سقوط قذائف صاروخية بشكل عشوائي، وترددت أصداء انفجار القذائف في أرجاء المدينة والمناطق المحيطة بها. وأفادت معلومات، صباح الخميس، أنه بالإضافة إلى مقتل محمد الناظر، أُصيب ثمانية جرحى، هم: رمضان عبداللطيف الجمو، إدريس طارق المعدل، وليد برغش، عمر اللبابيدي، محمد صالح، علي الصعيدي، إسماعيل إبراهيم الشريف، وعمار عماد الدين الشعيبي. وجاء هذا التوتر قبل ساعات على الاجتماع الأمني الاستثنائي الذي دعا إليه الرئيس اللبناني ميشال سليمان، الذي ينعقد عند الثانية عشرة ظهر الخميس، في قصر بعبدا، وتم تخصيصه للبحث في الوضع الأمني في طرابلس، ووجهت الدعوات إلى كل من رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي ووزيري الدفاع والداخلية فايز غصن ومروان شربل، وقادة الأجهزة الأمنية. وكشفت مصادر واسعة الإطلاع على التحضيرات الجارية لعقد الاجتماع، أن ميقاتي توجه الأربعاء إلى المدينة للقاء فاعلياتها، من أجل التحضير لهذا اللقاء، واستطلاع الحقائق والأسباب التي دفعت إلى تجدد التوتر في المدينة، واستشارة القياديين في المدينة بشأن ما يمكن القيام به، وأن الدعوة إلى الوزراء المعنيين بالاجتماع وقادة الأجهزة الأمنية شملت عدم الإكتفاء بما لديهم من تقارير ومعلومات بشأن الوضع، بل اقتراح ما يرونه مناسبًا من إجراءات لتعزيز ما هو مُتخذ من تدابير في المدينة، والتشدد في تطبيقها بحزم، من أجل ضبط الوضع الأمني بصورة مستدامة، وعدم ترك الأمور على ما هي عليه أيًا كان الثمن. وأكد مصدر أمني، لـ"العرب اليوم"، أن "الجيش وقوى الأمن الداخلي واصلوا إجراءاتهم  كالمعتاد ونشروا الحواجر في المدينة، وتدخلوا حيث ما يجب أن يتم التدخل لمعالجة الأحداث، بما يضمن استتباب الوضع وإنهاء العمليات العسكرية التي حصدت الثلاثاء والأربعاء قتيلين، بعدما أدى رصاص القنص إلى مقتل المواطن عمر السيطري في شارع سورية، الأربعاء، بالإضافة إلى الفتى دانيال محمد أحمد الذي قُتل عند بدء المعارك في بعل محسن، وأُصيب أكثر من 33 جريحًا، بينهم خمسة عسكريين من الجيش، نتيجة المواجهات التي قامت بين دورياته والمجموعات المسلحة في المحاور التقليدية في المدينة. وأضاف المصدر، أن التدابير المتخذة مشددة، لكن ضبط المجموعات المسلحة يستدعي بالإضافة إلى الإجراءات العسكرية التي اتخذتها القوى الأمنية، والتي ردت على مصادر النار تلقائيًا، السعي إلى تفاهمات سياسية، وأن القيادات المعنية أجرت عددًا من ااإتصالات مع فاعليات المدينة ومفتيها والقيادات السياسية والحزبية فيها، لضبط الوضع قبل أن تضطر القوى الأمنية إلى اتخاذ التدابير العسكرية القاسية التي لا تزال تتجنب اللجوء إليها في المناطق ذات الكثافة السكانية، مخافة ارتفاع عدد المصابين بين المدنيين، مشيرًا إلى أن حركة النزوح التي شهدتها المدينة في الساعات الخيرة شملت إخلاء المناطق المواجهة للمحاور التقليدية، بعدما أغلقت معظم المدارس والجامعات أبوابها الأربعاء، معتبرُا أن "التطاول بالقنص على باص مدرسي، عمل لن يمر، وأن التحريات جارية لتحديد مصادر النار لمعالجة الوضع بشكل نهائي".