أكَّد الناطق الرسمي باسم "اتحاد تنسيقيات الثورة" في ريف دمشق يوسف البستاني أن مليشيات "حزب الله" فقدت في الغوطة الشرقية أخيرًا أكثر من 250 عنصرًن من قواتها، فضلاً عن أسر الجيش الحر لـ100 أسير من مليشيات "حزب الله" و"لواء أبو الفضل العباس". وأشار البستاني إلى أن المعارك الأخيرة التي تجري على أطراف الغوطة الشرقية، وسط تكتم إعلامي، بينت مقدار الخلل والضعف والانحدار في صفوف الحكومة التي كانت تبادر فوراً للاستسلام أمام "الجيش الحر" أو الفرار أمام تقدُّمه، بينما كانت عناصر مليشيات "حزب الله" وإيران وعناصر أجنبية أخرى هي التي تقاتل "الجيش الحر". وأوضح الناطق باسم "اتحاد تنسيقيات الثورة" أن "الجيش الحر" استفاد من الظروف المناخية للغوطة الشرقية التي تسود في مثل هذه الأوقات، مثل الضباب الذي سمح للمقاتلين بالتسلل ومباغتة قوات الحكومة و"شبيحتها". واعتبر البستاني أن من أهم عوامل النجاح الذي يحققه "الجيش الحر" في الغوطة الشرقية هي حالة "الاتحاد والتنسيق العالي" بين فصائل "الجيش الحر" على الجبهات، فضلاً عن الحصار الجائر الذي بات يحصد أعدادًا مرتفعة من الأطفال والشيوخ بشكل يومي بسبب نقص الغذاء والدواء، بحسب "كلنا شركاء". وكشفت معلومات خاصة، حصل عليها "العرب اليوم"، أن وحدة من "حزب الله" تضم ما بين 12 و16 شابًا من المقاتلين، وقعوا ضحية كمين مُسلّح نصبه "الجيش السوري الحر" في منطقة الغوطة، وتمكنوا من قتل عدد منهم وأسر آخرين. وأكد أحد أقارب أحد القتلى، لـ"العرب اليوم"، أن "ابن عمه الشاب علي كوراني، سقط قتيلاً في هذه العملية، وقد توافرت معلومات لأهله في جنوب لبنان بأنه من بين قتلى الكمين"، مضيفًا أنه "من الصعب الحصول على جثته في المدى القريب، وسط اعتقاد بأن الجيش الحر لن يُسلّم القتلى إلى أي طرف بهدف المبادلة مع مقاتلين أسرى وجرحى وجثامين قتلاهم، وأن من بين المعلومات المتوافرة لأقارب القتيل، أن هناك ما لا يقل عن 7 أو 8 شباب أحياء وقد وقعوا أسرى، وأن هناك فيلمًا نُشر على موقع (يوتيوب) يُظهر أن مقاتلين سوريين قطعوا رأس أحد الشباب، وقد تأكدوا أنه لبنانيّ من المجموعة التي وقعت في الأسر". وأفاد مواطنون من بلدة بدنايل في البقاع الأوسط أن الحزب نعى عبر مُكبّرات الصوت في حسينيات البلدة، القتيل جعفر رعد، الذي قُتل في العملية، ومعه رفيق له هو فؤاد علي حسن من بلدة أخرى. وكشَفَ "الجيش الحر"، عن مقتل 70 من القوات السورية الحكومية وحلفائها في الغوطة في ريف دمشق، بينهم 12 من "حزب الله" اللبناني، فيما ينتمي الآخرون إلى "لواء أبو الفضل العباس العراقي"، وهو ما يؤكد المعلومات التي وصلت إلى لبنان عبر قنوات حزبية. وأكد "السوري الحر"، أنه يحتفظ بجثماني قتيلين من "حزب الله"، ينوي مبادلتهما بأسرى أحياء لدى الحزب. وعزّز "حزب الله" صفوفه في معارك الغوطة الشرقية التي لا تزال مستمرة، بمزيدٍ من المقاتلين، فيما تخوض فصائل المعارضة السورية المُسلّحة معارك عنيفة منذ أسابيع، وعلى مدار الساعة، بهدف التقدم نحو مناطق محيطة بدمشق، وتحديدًا الغوطة الشرقية، بهدف كسر الحصار الخانق على الغوطة، الذي مضى عليه أكثر من العام من جهة، ولفتح وتأمين خط الإمداد العسكريّ لقواتها من جهة أخرى، باعتبار أن الغوطة الشرقية باب العاصمة دمشق الشرقي. وكانت بعض تنسيقيات الثورة في منطقة "الحتيتة وشبعا" أشارت بأن أعداد القتلى تجاوزت "300" قتيل، والأسرى "175".