أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن شكوكه في امكانية توصل مؤتمر جنيف2 الى نتائج في حال عقد في ظل الاوضاع الراهنة، رابطاً احتمال مشاركة ايران فيه باعترافها بمقررات جنيف1، وبالتالي موافقتها على تسليم السلطة كاملة في سوريا الى هيئة حكم انتقالية. ولم يخف رئيس الديبلوماسية الفرنسية امتعاضه من السياسة الفوضوية التي تعاملت بها ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما مع الازمة السورية. وقال فابيوس في لقاء مع "اي تيلي" ان "موقف فرنسا من الازمة السورية ووجوب اقصاء بشار الأسد عن السلطة صحيح منذ البداية. واذكر هنا ان الثورة بدأها مراهقون بشكل سلمي، ولكن النظام رد بهمجية وقمع دموي منذ البداية الى ان وصلت الامور الآن الى اكثر من 125 الف قتيل وملايين اللاجئين. ولكن فرنسا ليست قادرة بمفردها على تحريك مجلس الامن الدولي". واعترف الوزير الفرنسي بأن "الوضع في سوريا ازداد تعقيدا مع مرور الوقت وان الامور كانت اسهل للتعامل معها لو ان الاسرة الدولية تعاملت مع الاوضاع بجدية اكبر اواخر العام الماضي. ان فرنسا كانت تدعو دائما الى دعم المعارضة عسكرياً، وفي ذلك الوقت كانت المجموعات الارهابية بالكاد موجودة ولم يكن هناك وجود للإيرانيين و"حزب الله" في الصراع. ولكن في ذلك الوقت لم يرغب الرئيس الاميركي باراك اوباما بالتدخل لأنه كان في غمار الانتخابات الرئاسية الاميركية، اما روسيا فعرقلت مجلس الامن الدولي. وبالتالي لم يكن بمقدور فرنسا التصرف بشكل آحادي. فرنسا تبقى ملتزمة بما اعلنه الرئيس فرنسوا هولاند بان مرتكبي الفظائع في سوريا سيحاسبون على افعالهم". وعن امكان مشاركة ايران في جنيف2 قال فابيوس "لقد ناقشنا هذا الامر مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ومن المهم ان يكون واضحا للجميع ان كل من يشارك في جنيف2 يجب ان يأتي لتحقيق هدف واحد هو تشكيل هيئة حكم انتقالية تستلم كامل السلطات في سوريا. ومن هذا المنطلق لا مانع من مشاركة ايران في حال اعترافها بمقررات جنيف1 وقدومها الى جنيف2 لتحقيق الهدف المنشود. ولكن لنكن واقعيين، انا لست متفائلا في ظل الاوضاع الراهنة بامكانية توصل جنيف2 الى نتائج، لأني لا اعتقد ان الوفد الذي سيرسله بشار الأسد سيحاور جدياً من اجل اقصاء الأسد عن السلطة