طالب الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي لجنوب السودان العقيد فيليب أقوير الحكومة السودانية بحل خلافاتها الداخلية، دون اتهام جيرانها بالتورط في النزاع في جنوب كردفان. وأكد أقوير في تصريحات، السبت، لـ "العرب اليوم" قائلاً "إن القوات السودانية قامت بحشد أعداد كبيرة من قواتها على الحدود الجنوبية، وتعمل على إرسالها إلى مليشيات متحالفة، بعضها  جنوبية، إلى عدد من المناطق". وأضاف أقوير قائلاً "بدأت هذه الحشود في منطقة أبيي المتنازع على تبعيتها بين الدولتين، حيث يقود المقدم توماس بيل مليشيات تابعة للجيش السوداني". وكشف أقوير أن توماس بيل ضابط جنوبي من ولاية واراب، وأنه لايزال مسجل في كشوفات الجيش السوداني، رغم أنه بعد انفصال الجنوب لا يجوز أن يبقي ضابط من أي دولة ضمن قوات الدولة الأخرى، مؤكدًا وجود ضابط أخر برتبة رائد يعاون المقدم توماس، يدعى ويليام دينق. واتهم الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي لجنوب السودان الحكومة السودانية بخرق اتفاق الترتيبات الأمنية، الخاص بمنطقة آبيي، والذي حدد مسؤولية حفظ الأمن فيها لقوات من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، تتولى قيادتها قوة أثيوبية (يونسفا)، ولا يحق بموجب ذلك الاتفاق لأي طرف الوجود فيها، واصفًا الأمر بـ"الخرق الواضح من حكومة السودان للاتفاق". وأضاف أقوير "إن المليشيات المتحالفة مع الجيش السوداني  تنتشر في مناطق دفرة ويالونار، بالإضافة إلى مناطق حدودية في ولايتي غرب بحر الغزال والوحدة، حيث تحتشد هذه المليشيات بكثافة كبيرة بالقرب من منطقة كاي كان، وعلى الحدود مع ولاية جنوب كردفان. وأكد أقوير أن بلاده لا تقدم دعمًا للعناصر المسلحة المعارضة للحكومة السودانية في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، قائلاً "ذلك شأن سوداني داخلي، ولا علاقة لنا به، وأضاف "عندما اندلع القتال في كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان لم نكن هناك، وعلى الخرطوم أن تقبل بالأمر الواقع، و تحل نزاعاتها الداخلية دون إضاعة الوقت في اتهام الأخرين". هذا، وكانت الخرطوم قد اتهمت جوبا باحتلال 6 مناطق سودانية، وقال نائب الرئيس السوداني الحاج آدم يوسف، الجمعة، في لقاء  شهدته ولاية  جنوب كردفان لمناسبة التوقيع على وثيقة صلح قبلي هناك "إن قوات جنوب السودان تحتل منطقة سماحة في شرق دارفور، و 5 مناطق أخرى سودانية"، مؤكدًا قدرة جيش بلاده على بسط سيطرته على كل هذه المواقع بالقوة، كما فعل في هجليج وآبيي. وأضاف "إن السودان، واحترامًا منه للعهود، لم يلجأ لاستخدام القوة، ودعا الاتحاد الأفريقي للقيام بواجبه في ضمان انسحاب قوات دولة الجنوب من هذه المواقع"، مؤكدًا أن الخرطوم لن تتنازل عن أي شبر من أراضيها. يأتي هذا التصعيد في قت ينتظر أن تعقد فيه جولة مباحثات جديدة بين الدولتين في أديس أبابا، لبحث خلافات البلدين الأمنية.