دعا رئيس اللية الأفريقية رفيعة المستوى ثابو أمبيكي الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره الجنوبي سلفاكير ميارديت بالتدخل لإيجاد حل للنزاع في منطقة أبيي، وقدم رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوي ثابو أمبيكي تقريراً حول   العلاقات بين السودان وجنوب السودان ومساعي الألية لإزالة التوتر في علاقات البلدين وتسهيل تنفيذ اتفاق التعاون الشامل الموقع بينهما، وأشار تقرير أمبيكي الذي قدمه ،الاثنين، في جلسة لمجلس الأمن والسلم الأفريقي في أديس أبابا إلى المصاعب والعقبات التي واجهت تنفيذ الاتفاقيات على ضوء قرار الحكومة السودانية الأخير بوقف عبور نفط الجنوب عبر أراضيها والاتهامات المتبادلة بين الخرطوم وجوبا بشأن دعم المتمردين. وقال نائب مندوب السودان لدى الاتحاد الأفريقي السفير عبدالله وادي في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام السودانية الرسمية مساء ،الاثنين، إن رئيس الألية الأفريقية رأى أن تلك الاتهامات أدت إلى تعطيل تنفيذ اتفاقيات التعاون، كما استعرض التقرير الوضع في أبيي ومقترح إجراء الاستفتاء لحسم تبعيتها للسودان أو جنوب السودان، داعياً الرئيسين البشير وسلفاكير إلى ضرورة التوصل إلى حل لقضية أبيي، كما تحدث أمبيكي عن عمل لجنة التحقيق في أحداث أبيي ومقتل زعيم قبيلة دينكا نقوك الجنوبية كوال دينق مجوك أخيراً، والخلاف بين أعضاء اللجنة حول مرجعية العمل والذي على ضوئه تقدم رئيس فريق التحقيق بمقترح مفاده أنه إذا لم يتم الاتفاق خلال 15 يوماً يمكن إعادة النظر في تشكيل اللجنة بحيث يقتصر عملها على الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، واقترح الوسيط الأفريقي زيارة وفد من أعضاء مجلس السلم والأمن الأفريقي لمنطقة أبيي للوقوف على الأوضاع هناك. كما استعرض أمبيكي الأوضاع الإنسانية في لايتي  النيل الأزرق وجنوب كردفان، وترسيم الحدود، وخط الصفر للمنطقة العازلة منزوعة السلاح. إلى ذلك طالب السودان بتنفيذ اتفاقياته الموقعة مع جمهورية جنوب السودان حزمة واحدة وجدد وزير الخارجية السوداني علي كرتي مواقف بلاده تجاه العلاقة مع جنوب السودان، وأعلن رفض بلاده التام للانتقائية في تنفيذه الاتفاقيات في إشارة إلى حرص وتمسك الجنوب باتفاق النفط دون الوفاء بالملف الأمني، ونقل كرتي لاجتماعات مجلس السلم والأمن الأفريقي  موافقة الرئيس السوداني البشير على إضافة مهلة أسبوعين لتاريخ وقف ضخ النفط المحدد له السابع من أغسطس/أب لتنتهي المهلة في 22 أغسطس/أب القادم. وأعرب الوزير السوداني عن أمله في أن تمثل هذه المهلة فرصة لحسم موضوعات الخلاف الذي أدى إلى اتخاذ قرار وقف مرور النفط عبر أراضي السودان. وبشأن الوضع النهائي لأبيي أكد كرتي تمسك السودان بما جاء من اتفاق بين الرئيسين البشير وسلفاكير في يناير/كانون الثاني الماضي بالبدء في تنفيذ الترتيبات الإدارية في منطقة أبيي المتنازع على تبعيتها بين البلدين والذي يتسق مع بروتكول أبيي واتفاق السلام الشامل الموقع بين البلدين في العام 2005، كما نقل كرتي للمجلس موافقة بلاده على تمديد عمل اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثابو أمبيكي  لمدة ستة أشهر. وبشأن لجنة التحقيق حول أحداث أبيي، ومقتل زعيم قبيلة دينكا نقوك كوال دينق مجوك أخيراً أبلغ وزير الخارجية السوداني مجلس  السلم والأمن الأفريقي رفض بلاده القاطع لأي اتجاه لإعادة تشكيل وتغيير طريقة عمل اللجنة، خاصة فيما يتعلق بمقترح تشكيل لجنة تحقيق ثنائية من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، مؤكداً استعداد الحكومة لتقديم كل التسهيلات للجنة التحقيق الحالية  مضيفاً أن بلاده ترى أهمية أن تستعين اللجنة بالجهود الوطنية للتحقيق حول الحادث. لاحقا أعلن مصدر مطلع في أديس أبابا أن بيان مجلس الأمن والسلم الأفريقي حول التطورات بين السودان وجنوب السودان تم تأجيله إلى الثلاثاء، وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لـ"العرب اليوم" إن السودان نقل لاجتماعات المجلس تمسكه بتنفيذ الاتفاقيات بشكل كامل، وألمح إلى أن موقف السودان من ضرورة التزام الجنوب بماجاء في الاتفاق الأمني وجد تفهماً من أعضاء المجلس. وكان قد وصل إلى أديس أبابا وفد من الحركة الشعبية قطاع الشمال لمناقشة القضايا الإنسانية والحل السياسي الشامل. وأكد الأمين العام للحركة التي تقود صراعاً مسلحاً في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ياسر سعيد عرمان استعداد كل من الحركة الشعبية والجبهة الثورية للحل السلمي، مضيفاً في تصريحات نقلت عنه مساء الاثنين، أن الحركة أكدت لأمبيكي استعدادها  لمخاطبة الوضع الإنساني عبر اشراك قوات حفظ السلام الأممية (اليونسفا) في عمليات تطعيم الأطفال في الولايتين.