لا زال التوتر يسيطر على منطقة البقاع الشمالي في لبنان على أثر حادثة اختطاف المواطن حسين كامل جعفر (35 عاماً) عصر الأحد من خراج بلدة عرسال في محلة خربة داوود ونقله إلى جهة مجهولة. ما أدى إلى عمليات خطف قام بها آل جعفر وطالت مواطنين من عشائر عرسال بهدف الإفراج عن ابنهم. وقال مرجع أمني إلى "العرب اليوم" إن وراء عمليات الخطف خلافات بشأن تقاسم مبالغ مالية بين عصابات تمتهن التهريب عبر المناطق الحدودية بين لبنان وسورية وفي البقاع وسبق للمجموعتين اللتين تبادلتا عمليات الخطف أن تصالحا قبل شهر تقريبا إلى أن وقعت المشكلة مجددا، الأحد، عندما وقع خلاف بشأن تقاسم المغانم من جديد. ونتيجة أجواء التوتر عزز الجيش اللبناني حواجزه عند مداخل بعلبك وساحة اللبوة وجسر العاصي بعدما بلغ عدد المخطوفين من أهالي عرسال ثمانية والذين عرف منهم محمد رايد وأشرف رايد ومالك الحجيري المعروف بمالك زهوي ومالك الفليطي الذي أطلق سراحه لاحقاً وتسلمه أحد مخاتير بلدة عرسال. في حين تم إطلاق نار على سيارة إسعاف تابعة للهيئة الطبية الإسلامية كانت تنقل جرحى سوريين من "الجيش الحر" من عرسال إلى مستشفى بيان في بعلبك. كما اختطف السائق وسوري في حين أبقي على جريح سوري داخل السيارة. وانعكس الاعتداء على سيارة الإسعاف التابعة للجمعية الطبية الإسلامية توترا في طرابلس بعدما عمد رفاق لهم من الجمعية على قطع الطريق عند مستديرة ساحة النور في وسط المدينة احتجاجا على خطف أحد مسعفيها في البقاع وباشر المعتصمون بإقامة خيمة دائمة حتى الإفراج عن السائق. وتعد هذه هي المرة الثالثة التي تتعرض فيها سيارات "الجمعية الطبية الإسلامية" للاعتداء في الهرمل والتبانة قبل أن تتعرض الاثنين في منطقة التل الأبيض في بعلبك. وحتى ظهر الاثنين لم تثمر الاتصالات المكثفة التي أجرتها عشيرة آل جعفر وفاعليات بلدة عرسال لإطلاق المخطوفين وسط استمرار الوساطات التي يشارك فيها ضباط الجيش اللبناني ونواب المنطقة ووجهائها.