اعتقلت وحدات الأمن التونسي، امرأتين مُنقبتين، يشتبه في انتمائهما إلى المجموعات الإرهابية المتحصنة في جبال الشعانبي غربي تونس، وذلك إثر مداهمة لأحد المنازل في منطقة حي الزهور في محافظة القصرين، في عملية هي الأولى من نوعها التي تكشف عن تورط نساء في تنظيمات متطرفة في تونس. وأفادت مصادر أمنية، أنه "تم تحويل 6 موقوفين آخرين من المتورطين مع المجموعات الإرهابية في جبل الشعانبي إلى المحكمة العسكرية في العاصمة التونسية للنظر في أمرهم، ومن بينهم المدعو، محمد الحبيب العمري، والذي تم إلقاء القبض عليه في سفح الشعانبي، واعترف بحقائق خطيرة بشأن عملية اغتيال 8 جنود تونسيين في كمين إرهابي أواخر الشهر الماضي". وفي سلسلة اعترافاته لفرقة مكافحة الإرهاب، أفاد المتهم محمد الحبيب العمري، أنه شارك ضمن 15 مجندًا من التنظيم في جبل الشعانبي، حيث تقسمت المجموعة لثلاثة فصائل: فصيل القنص، ويتكون من عنصرين مهمتهما تمثلت في قنص سائق الشاحنة المقلّة لشهداء الجيش الوطني ومرافقه، لكي تتوقف الشاحنة، وفي الوقت نفسه قام فصيل الرماية، والمتكون من 12 عنصرًا من رمي الرصاص على صندوق الشاحنة الخلفي انطلاقًا من مكان مرتفع وكثيف بالأشجار في منطقة هنشير التلة من جبل الشعانبي. وأكد العمري، في اعترافاته، أنه أطلق حوالي 25 طلقة من سلاح الكلاشنكوف، الذي بحوزته، أي أن المجموعة الإرهابية أطلقت ما يقارب 300 رصاصة على الشاحنة المقلة لشهداء الوطن، أما الفصيل الثالث فكانت مهمته تصوير العملية، وإثر الانتهاء من العملية، قامت مجموعة من المتطرفين بغرس لغم في طريق قدوم سيارات الجيش، لكي يتمكن الجناة من الهرب بأريحية. وتشهد منطقة مرتفعات الشعانبي التونسية المتاخمة للحدود الجزائرية، تعزيزات أمنية كبيرة من قوات الجيش والأمن بالقرب من مدينة حيدرة التابعة لمحافظة القصرين، مساء الجمعة، إثر ورود أنباء عن محاصرة مجموعات إرهابية مُتصلة مجموعة جبل الشعانبي