الأكراد يُعلنون مقاطعة الانتخابات الرِّئاسيَّة السُّورية

أكَّد الناطق الرسمي باسم الإدارة الذاتية الكردية الديمقراطية في منطقة الجزيرة جوان محمد، رفض الإدارة، في أول تعليق لها على الانتخابات الرئاسية، وضع صناديق اقتراع للانتخابات المقرر إجراؤها في الثالث من حزيران/يونيو المقبل، في المناطق الخاضعة لسيطرتها"، معربة عن "خشيتها من إدخال الحكومة السورية الصناديق بشكل سري إلى القرى العربية الموالية له لإحداث فتنة "عربية- كردية" في المنطقة".
وتقع القرى العربية التي يطلق عليها "عرب الغمر" داخل المناطق الكردية، ويصل عددها إلى نحو 40 قرية، تمتد على طول عشرة كيلومترات من الشريط الحدودي المحاذي لتركيا، وغالبًا ما تحدث مشكلات بين أهالي تلك القرى والسكان الأكراد القاطنين بالقرب منهم.
وكانت صحيفة "الوطن" السورية وفضائية "سما" المقربتان من الحكومة السورية، نقلتا تصريحات لمسؤولين سوريين بشأن نية المواطنين الأكراد في المناطق الكردية بالمشاركة في الاقتراع في الانتخابات الرئاسية، والإدلاء بأصواتهم لصالح الرئيس السوري بشار الأسد.
وأعلن رئيس المبادرة الوطنية السورية للأكراد السوريين، المُقرَّب من الحكومة السورية، عمر أوسي، أن "بعض القيادات الكردية في مناطق الإدارة الذاتية في شمال البلاد تفهمت إمكانية وضع صناديق اقتراع بشأن الانتخابات في عدد من المدن والبلدات".
وأكَّدت صحيفة "الوطن" السورية التي نقلت عن أوسي، قوله، "طلبت من القيادات الكردية في مناطق الإدارة الذاتية وضع صناديق اقتراع في مناطق؛ رأس العين، والدرباسية، وعامودا، والجوادية، والرميلان، والمالكية، بالإضافة إلى مركزي مدينتي؛ القامشلي، والحسكة، والريف المتاخم للمدينتين اللتين ستجري الانتخابات فيهما بسلاسة وبشكل طبيعي، وسيفاجأ الشعب السوري بنسبة المشاركة فيهما".
وكانت المنسقية العامة لرئاسة المجالس التنفيذية للإدارة الذاتية الديمقراطية في المقاطعات الثلاث؛ جزيرة، وكوباني، وعفرين، أشارت في بيان لها إلى أنه "في ظل ما تشهده سورية من دمار واقتتال وصراع دموي، وما يتعرض له الشعب السوري من تشريد وإرهاب وتهجير، بات من المستحيل الحديث عن انتخابات ديمقراطية تنتج حالة تعبر عن طموح الشعب السوري في الاستقرار والأمان، وتلك المرحلة الحساسة تحتاج إلى أجواء ديمقراطية تتحاور فيها جميع القوى المتصارعة، لإنهاء الصراع القائم بحل سياسي، وخلق حالة يتمكن فيها الشعب السوري من تقرير مصيره وإنهاء المأساة وإعادة الإعمار.
وأضاف البيان؛ "إننا في الإدارة الذاتية الديمقراطية أكدنا أكثر من مرة موقفنا من الانتخابات الرئاسية السورية، وأصدرنا بيانًا في ذلك الشأن، ونؤكد مرة أخرى أن هذه الانتخابات في ظل هذه الأجواء لن تفرز إلا استمرارية في القتل والدمار وأن أي نتيجة لن تتسم بالشرعية أو القانونية".
وسبق للمجلس الوطني الكردي في سورية، أن أعلن "مقاطعته للانتخابات الرئاسية"، موضحًا أنها "تناقض ما وافقت عليه الحكومة السورية من بنود اتفاق "جنيف1" بشأن هيئة الحكم الانتقالي، وتضع المزيد من العراقيل أمام الحل السلمي، وتتجاهل تضحيات السوريين وإرادة المجتمع الدولي".