كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وافق على إطلاق سراح ما لا يزيد عن 40 أسيرًا فلسطينيًا، يصفهم الاحتلال الإسرائيلي بـ "من تلطخت أياديهم بالدماء"، (أي قتلوا إسرائيليين)، وذلك قبل استئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني. وأشارت الصحيفة - بحسب معلومات من محافل في واشنطن- إلى أن "هذه الموافقة تعد تغييرًا جوهريًا في موقف نتنياهو، علمًا بأنه رفض حتى اليوم تقديم تنازلات، بغية إقناع الجانب الفلسطيني بالعودة إلى طاولة المفاوضات". وقالت تلك المحافل: إن نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي جون كيري ينتظران رد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على هذه المبادرة، التي تتضمن الإفراج عن ما مجموعه 104 أسيرًا فلسطينيًا على مراحل في المستقبل، بعد استئناف المفاوضات. وتوقعت الصحيفة أن "يتم إخلاء سبيل الأسرى الـ 40 قريبًا، خلال شهر رمضان، في حال وافق عباس على هذه المبادرة. وسعى الوزير كيري، إلى إقناع نتنياهو بهذا المقترح، بعد رفض الرئيس الفلسطيني مقترحًا بالإفراج عن 60 أسير فلسطيني على 3 مراحل بالتزامن مع بدء المفاوضات، وجاء هذا النجاح لوزير الخارجية كيري في سياق مساعي الولايات المتحدة إعطاء الرئيس عباس قوة في الشارع الفلسطيني، خصوصًا أن الإفراج عن 40 أسيرًا ممن اعتقلوا قبل أوسلو، ودون تعهد من قبل نتنياهو بالعودة إلى المفاوضات، يعطي زخمًا جماهيريًا للرئيس الفلسطيني خلال شهر رمضان، ويسهل العودة إلى المفاوضات، كذلك يسهل الأمر على الإدارة الأميركية تحميل المسؤولية لعباس عن فشل المفاوضات في حال رفض ذلك. وقالت "معاريف": إن وزير خارجية الولايات المتحدة كيري، ينطلق في مساعيه الحالية على الخطاب، الذي قدمه الرئيس الأميركي باراك أوباما في أيار/ مايو 2011، والذي يستند على أساس قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة الاحتلال الإسرائيلي، دون أن تعترف الولايات المتحدة في حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967، حدودًا لهذه الدولة، وفي المقابل دون أن تعترف بإسرائيل دولة للشعب اليهودي. وأضافت الصحيفة أنه "وفقًا للعديد من التقديرات الأميركية والغربية، فإن كيري استطاع تحقيق تقدم كبير بعد الضغوطات التي مارسها في جولاته الأخيرة إلى المنطقة". ومن المتوقع أن تعلن العودة إلى المفاوضات المباشرة في زيارته القريبة إلى المنطقة، والتي سبق وكانت محددة الخميس، وليس فقط العودة ولكن استمرار هذه المفاوضات، ولكن بعض التقديرات الغربية تؤكد أن عباس لن يستمر طويلا في هذه المفاوضات، وسوف ينسحب ويحمل إسرائيل المسؤولية في فشل المفاوضات. واستبقت منظمة "مصابي الأرهاب، المجور" الإسرائيلية، تنفيذ هذا الاتفاق وتوجهت إلى رئيس الكنيست، الأربعاء، وقدمت له 100 اسم لأسير فلسطيني لرفض الإفراج عنهم، تحت مبرر أن أيديهم "ملطخة بالدماء"، وهم ضمن قائمة الـ 120 أسيرًا القابعين في سجون الاحتلال منذ ما قبل اتفاق أوسلو، والتي يطالب الرئيس الفلسطيني عباس بـ "الإفراج عنهم قبل العودة إلى المفاوضات وأثناء المفاوضات".