يتوجه الرئيس السوداني عمر البشير السبت، إلى إرتريا في زيارة قصيرة يلتقي خلالها نظيره اسياس أفورقي، للاطمئنان على الأوضاع هناك، عقب محاولة الإطاحة الفاشلة به. وتأتي الزيارة عقب المحاولة الفاشلة للإطاحة بالرئيس الإرتري، ويرافق البشير خلالها وزير رئاسة الجمهورية الفريق بكري حسن صالح، ومدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول محمد عطا المولي، إلى جانب بعض القيادات السودانية، فيما يُنتظر أن يُجري البشير خلال الزيارة مباحثات مع افورقي تتناول علاقات البلدين، والأوضاع في إرتريا. ويقول الخبير في الشأن الإرتري عبد الله موسي:" السودان  ينظر إلى المحاولة الانقلابية الأخيرة على أنها شأن داخلي، ومن اللافت أنه لم يحدث تغيير واضح على المستوي السياسي أو العسكري بعد هذه المحاولة، رغم أنها مؤشر على ارتفاع  الأصوات المعارضة لنهج افورقي في الحكم". وأضاف موسى، أن "السودان حريص على علاقاته مع إرتريا، خاصة أن الخرطوم تشعر  الآن بقلق بالغ بعد تداعيات (وثيقة الفجر الجديد)، وتخشى أن  تُستخدم الأراضي الإرترية نقطة انطلاق ضدها، كما حدث خلال فترة ما كان يُعرف بـ(التجمع الوطني المعارض للحكومة السودانية)، والذي  كان  يستخدم الأراضي الإرترية، ويتسلل منها إلى تنفيذ عمليات في العمق السوداني". ولفت موسى، إلى أن "زيارة  مساعد الرئيس السوداني موسي محمد أحمد إلى إرتريا الأيام الفائتة، وزيارة البشير السبت، ربما تأتي لتقديم  مساعدات، وبعض الضمانات حتى لا تستغل المعارضة السودانية منطقة شرق السودان مرة ثانية". في السياق ذاته، يقول القائد العسكري السابق، الخبير في "مركز السودان للبحوث والدراسات الاستراتيجية"، اللواء يونس محمود:" السودان وإرتريا تجاوزا سنوات القطيعة"، مؤكدًا أن "السودان كان صادقًا في تعاطيه مع المسألة الإرترية، بهدف طي صفحة الخلافات بين البلدين". وأضاف:" إرتريا كانت في السابق ضمن حلقة المؤامرة الدولية التي شاركت فيها معظم دول الجوار لإزالة النظام في السودان"، مشيرًا إلى أن "المحاولة الانقلابية في إرتريا قوبلت بتكتم  شديد، ولم يصدر بيان حكومي يفصل ويبين الحقائق، وماهية أطرافها"، لافتًا إلى أن القبضة القوية للنظام الحاكم في إرتريا، وحرمان الغير من المشاركة السياسية ربما تسببت في هذه المحاولة". وأكد محمود، أن "السودان ليست لديه مصلحة لخلخلة النظام القائم في إرتريا"، نافيًا وجود  معارضة أو معسكرات  تدريب للسودان في إرتريا، قائلاً:"افورقي منتج سوداني سوف تبقى الحكومة السودانية حريصة على مد جسور التلاقي معه".