شن زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض الدكتور حسن عبد الله الترابي هجوما لاذعا على نظام الحكم في بلاده، وقال الترابي " إن النظام تسبب في مشكلات البلاد السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية الحالية". وأضاف في اجتماع الهيئة القيادية العليا لحزبه في دورته السابعة، ووسط هتافات تطالب بإسقاط النظام " أن النظام الحاكم أمام خيارين إما أن يرحل بالحسنى ويوفر على البلاد الدماء والأرواح أو أن تقوم ضده ثورة شعبية عارمة تقتلعه من الجذور". وتابع " أن النظام يضيق الحريات ويمارس الكبت ضد الآخرين"، مضيفا أن ذلك جعل حكومة جنوب السودان أكثر رحمة على المؤتمر الشعبي من الحكومة السودانية وأن يكون تواصل المؤتمر الشعبي مع الجنوب أكثر من السودان. وأوضح الترابي أمام الاجتماع الذي حضرته قيادات ورموز  أحزاب المعارضة السودانية أن السلطة الحاكمة في بلاده ظلت تمنع الوفود القادمة من جنوب السودان  من التواصل أو الوصول إلى مقر المؤتمر الشعبي، كما أن النظام الحاكم ظل يعمل على تفكيك القوى السياسية ولزراعة الفتن وبث الفرقة بينها حتى لا تكون أحزابا كبيرة ولها دور سياسي على الساحة السياسية لينفرد النظام بكل شيء. وانتقد الترابي غياب مسجل عام الأحزاب السياسية السودانية عن حضور الجلسة الافتتاحية لاجتماع هيئة قيادة حزب المؤتمر الشعبي، وقال " إن حزبه قدم الدعوة للقوى السياسية التي حضرت وشاركت في الاجتماع بينما غاب مسجل الأحزاب الذي يخشى أن تراه أعين الحكومة في دار المؤتمر الشعبي". وحذر زعيم حزب المؤتمر الشعبي من تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في بلاده والتي تسببت في هجرة العقول والخبرات والكفاءات من أطباء وأساتذة جامعات إلى الخارج. وأكد أنه لن يحدث تعافي للاقتصاد أو تحسن في معيشة الناس أو تمتع بالحريات إلا في ضوء دولة تحكم ديمقراطيا ويتاح فيها للشعب أن يحدد خياراته بحرية. وقال الترابي إن الدول الغربية ظلت تقود هجمة شرسة ضد الاسلام منذ سنوات خلت وهي لا تقبل بالديمقراطية التي تلد إسلاما ولا تترك الإسلام ينمو كما حدث عندما تقدمت القوات المسلحة بمذكرتها الشهيرة في عهد الديمقراطية الثالثة في السودان، واستعداء الدول الغربية على المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي (تجمع يضم قيادات الحركات الإسلامية اتخذ من السودان مقرا في التسعينات ) كما تطرق إلى التجربة الجزائرية   والتجربة المصرية الماثلة الآن. وأضاف الترابي أن الأحزاب الكبيرة تورطت وقامت بانقلابات في بلاده إلا أنها كانت من أكثر المتضررين من حكم العسكر لأنهم انقلبوا عليهما، إلا أن الترابي عاد وأكد أن الانقلابات العسكرية باتت مرفوضة في العالم اليوم. وكشف أن حزبه يعد لمرحلة ما بعد إسقاط النظام ويقوم بترتيباته الداخلية، وأن اجتماع الهيئة سيكون له دور في ذلك. تجدر الإشارة إلى أن اجتماع الهيئة الذي بدأ أعماله الجمعة في الخرطوم ويختتمها السبت بحضور قيادات حزب المؤتمر الشعبي في الولايات سيناقش جملة من القضايا الداخلية في محاور السياسة والاقتصاد، بالإضافة إلى قضايا تنظيمية داخلية في الحزب من بينها مناقشة أمر قيادة الحزب بعد انتهاء فترة أمينه العام الحالي حسن الترابي، إلا أن المؤشرات تؤكد أن الترابي سيحتفظ بمنصبه بالنظر إلى الظروف المحيطة بحزبه داخليا وخارجيا. وكان نائب الترابي إبراهيم السنوسي قال في تصريحات سابقة لـ"العرب اليوم"  إن  الحزب ظل يدعو إلى إقامة علاقات حسن جوار مع الدول الأفريقية والعربية و الإسلامية بل ومع كل دول العالم. وأعلن أن اجتماع قيادة الحزب العليا سيناقش القضايا التي تجمعنا بالعالم من حيث الأفكار والعقائد. وقال نحن حزب يراعي قطريته ومفتوح على العالم فيما يتعلق بأحداثه وتطوراته، مضيفا أن اجتماع الهيئة القيادية هذا يأتي بعد عامين من أخر اجتماع للهيئة التي تعد نواة لهيئة شوري الحزب. والمعلوم أن الترابي انشق عن حزب المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم ) مكونا حزب المؤتمر الشعبي بعد انقسام الإسلاميين الشهير في السودان في العام 1999 ، وظل الترابي منذ ذلك التاريخ يقود معارضة ضد نظام الحكم في بلاده حيث تم اعتقاله أكثر من مرة فضلا عن فرض الإقامة الجبرية عليه أحيان كثيرة، ويضم حزب الترابي قيادات بارزة كان لها الأثر الكبير في قيام انقلاب 30 حزيران/يونيو الذي جاء بالبشير إلى سدة الحكم في العام 1989م إلى جانب أن حزب الترابي يضم الكثير من شباب المجاهدين من الإسلاميين الذين قاتلوا دفاعا عن حكومة البشير، وتتهم الحكومة حزب الترابي بأنه يقف وراء قيام حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور.