الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة

أعلن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، أن بلاده تجدد موقفها "الداعم لمفاوضات مباشرة بين المغرب وجبهة بوليساريو" بعد انسداد أفق المفاوضات منذ آذار/مارس 2012. وشدد بوتفليقة على ان الجزائر "كجارة لكل من طرفي النزاع، تستند إلى مسعى المجموعة الدولية وخصوصًا مسعى منظمة الأمم المتحدة التي تدعو إلى حل يقوم على مبدأ تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية".

وفي جو من التصعيد الديبلوماسي بين الجزائر والرباط بشأن ملفات عدة أبرزها ملف الصحراء، قال بوتفيلقة إن بلاده ستبذل "كل ما في وسعها" من أجل تقديم الدعم لاقتراح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الرامي إلى إعادة تحريك المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة "بوليساريو" من أجل التوصل إلى تسوية "عادلة ودائمة" للقضية الصحراوية. وتترقب الجزائر زيارة بان كي مون في السادس من الشهر المقبل، وتروج أنها ستجدد خلال لقائه المرتقب مع بوتفليقة، دعمها للمبعوث الدولي الخاص للصحراء الغربية.

وفي رسالة إلى الأمين العام لجبهة "بوليساريو" محمد عبدالعزيز، لمناسبة "الذكرى الأربعين لإعلان قيام الجمهورية الصحراوية التي تعترف بها الجزائر"، قال بوتفليقة: "يطيب لي أن أتوجه إليكم باسم الجزائر شعبًا وحكومة وأصالة عن نفسي، بأحر التهاني وأصدق تمنياتي بالتوفيق في بلوغ المبتغى المشروع لشعب الصحراء الغربية الشقيق المتمثل في ممارسة حقه في تقرير مصيره".

وتابع بوتفليقة: "أؤكد لكم حرص الجزائر على احترام مبدأ حق الشعوب في التحكم في مصيرها وعلى الامتثال الدقيق لمرجعية الأمم المتحدة التي تحتكم إليها سائر البلدان والشعوب المستعمرة وكذا ترقية فضائل الحوار".

ويشكل خطاب بوتفليقة، ثاني رسالة منه في ملف الصحراء الغربية في ظرف أسابيع. وكان الرئيس الجزائري استقبل محمد عبدالعزيز قبل أيام، بعد بروز تفسيرات لكلام منسوب لعمار سعداني قائد حزب الغالبية في الجزائر فهم أنه بداية تحول في تعاطي الجزائر مع ملف الصحراء الغربية. وفي هذا الصدد ذكر بوتفليقة إن بلاده تدعو إلى حل يقوم "على مبدأ تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية"، وأضاف أن هذا المسعى "يتساوى وموقف أفريقيا التي وضعت من جانبها استكمال مسار تصفية الاستعمار على رأس أولويات منظمتها القارية منذ نشأتها".

وحمل بوتفليقة في خطابه، الأمم المتحدة مسؤولية إيجاد حل لقضية الصحراء الغربية، وقال ان "التسوية تقع على عاتق منظمة الأمم المتحدة وهذا السبيل سيفتح آفاقًا جديدة وأكثر وعدًا بالسلم والتنمية في منطقة المغرب الكبير وأفريقيا كلها".