وزير الخارجية المصري سامح شكري

طالب وزير الخارجية المصري سامح شكري بدحر الخطر المتطرف في مصر وفي كل البلدان التي أطل عليها التطرف بوجهه القبيح، مما يتطلب دعم الحلفاء في اجتماع جدة الذي يشارك فيه دول الخليج والعراق والأردن ولبنان والولايات المتحدة،  قائلًا "ليس من المنطق في شيء أن نحشد مواردنا لهزيمة داعش بينما تحجب هذه الموارد عن مصر وهي تخوض معركة ضد ذات العدو المشترك على أراضيها".

وأكد وزير الخارجية في كلمته في اجتماع جدة اليوم الخميس، أن "انتشار الجماعات المتطرفة في الشرق الأوسط بصفة عامة أصبح خطرًا ملحًا يهدد حاضر ومستقبل دولنا وشعوبنا، وثبت مجددًا بما لا يدع مجالًا للشك أنه يمثل تهديدًا صريحًا للأمن والسلم على المستويين الإقليمي والدولي.

وأوضح شكري أن مشاركة مصر في هذا الاجتماع لإلتزامها بقرارات الشرعية الدولية من ناحية، ولاستشعارها بضرورة تنسيق التحركات الإقليمية والدولية لمكافحة خطر زحف وتنامي التطرف الدولي الذي يقضي على الأخضر واليابس وأصبح يهدد مفهوم الدولة الحديثة فى المنطقة لصالح إيديولوجيات متطرفة تتخذ الدين ستارًا للقيام بأعمال وحشية والتلاعب بمقدرات الشعوب.

وشدد شكري على أنه لا يخفى على أحد أن الجماعات المتطرفة ، رغم ما يبدو من اختلاف ظاهري فى مدى تطرفها وأهدافها فى كل بلد، تشكل شبكة واحدة من المصالح وتدعم بعضها البعض معنويًا بل وماديًا عند الحاجة، وهو انعكاس لكونها وليدة نواة واحدة وهي إيديولوجية التطرف والكراهية وعدم قبول الآخر".

وأشار شكري إلى أن الشعب المصري تخلّص من حكم جماعة "الإخوان" التي مثلت دومًا العباءة الإيديولوجية التي خرجت من تحتها الجماعات المتطرفة على مختلف مشاربها، ثم مواجهة ردود الفعل المتطرفة على هذا القرار الشعبي والتي انعكست في العمليات التي شهدتها مصر خلال الفترة الماضية، والتي راح ضحيتها عشرات المصريين، وما زالت مصر ملتزمة بالقضاء نهائيًا على هذا الخطر.

وأكد شكري أن العمل الجماعي الذى يستند لمقررات الشرعية الدولية على المستويين الإقليمي والدولي هو الوسيلة الوحيدة لمواجهة هذا العدو الذي أصبح يهدد وحدة وسلامة أراضي العراق وسورية بصورة غير مسبوقة.

وشدد شكري على ضرورة عدم إغفال مواجهة التطرف في ليبيا والمغرب العربى، قائلا "بعد أن فشلت فى تحقيق أهدافها فى مصر انطلاقًا من سيناء، تسعى تلك التنظيمات جاهدةً لهدم مفهوم الدولة فى ليبيا، مشيرًا إلى أن أن جماعة "أنصار الشريعة"، التى اغتالت أعضاء القنصلية الأميركية في بنغازي بدم بارد، ما هي إلا النسخة الليبية للفكر المتطرف نفسه في المشرق العربي. ودعا إلى الاستجابة لمطالب الشعب الليبي المشروعة في بناء مؤسساته ودعم خياراته الديمقراطية، ومن ثم تجفيف مصادر تمويل وتسليح الجماعات المتطرفة.