كشفت مصادر أمنية لبنانية مطلعة، عن أن مقاتلي المعارضة السورية بسطوا سيطرتهم على خط حدودي أساسي مع لبنان، على الحدود البقاعية الشمالية - الشرقية، من فليطا شمالاً وحتى رنكوس وعسال الورد وحوش عرب جنوبًا، وأصبح هذا الخط الحدودي بوّابة مشرعة على الأراضي اللبنانية المتاخمة الممتدّة من عرسال شمالاً وحتى جرود بريتال العالية وحام ومعربون والطفيل. وأكدت المصادر نفسها أن "الجيش السوري انسحب من عشرات المواقع العسكرية التي كانت تشرف على الحدود اللبنانية الشرقية، فتقدّمت كتائب مقاتلة من المعارضة وسيطرت على هذه المواقع ونقاط المراقبة، وأن هذا الشريط الحدودي وُضع تحت مراقبة مشددة، تحسبًا لأي عمليات تسلل نحو الاراضي اللبنانية، ولضبط محاولات التهريب وعبور الأشخاص. ويُعتبر سيطرة مقاتلي المعارضة السورية على هذا الخط الحدودي الأساسي الذي يمتد على مسافة تقدر بـ40 كلم، وبعمق يتراوح ما بين 20 و30 كلم، قد شرّع أبواب العبور من الاراضي اللبنانية مباشرة نحو الداخل السوري، وأصبح العبور من عرسال إلى فليطا فيبرود لا يستغرق سوى ساعة واحدة، فيما بات العبور نحو رنكوس وعسال الورد والجبة ومزارع القلمون أكثر يسرًا بعد ذوبان الثلوج. وقال أحد مقاتلي المعارضة السورية ويُدعى "أبو الوليد"، إن "الجيش الحر المعارض بسط أخيرًا سيطرته العسكرية والأمنية على المعابر والمسالك كافة التي تربط يبرود بجرود لبنان، ورنكوس وعسال الورد بالطفيل والجرود العالية لبعلبك"، لافتًا إلى أن "هذه السيطرة جاءت بعدما نقل الجيش السوري قواته إلى الريف الشمالي - الغربي لدمشق". وأفادت المصادر الأمنية اللبنانية، أن انفلاتًا أمنيًا واسعًا سُجّل في المقلب الآخر من الحدود، وأن الاتصالات التي كانت تجرى مع الجانب السوري للتعاون في ضبط الحدود انقطعت، وأن مقاتلين سوريين حاولوا خلال اليومين الماضيين التسلل من فليطا باتجاه الأراضي اللبنانية، وتراجعوا بعدما لاحظوا تشددًا من قبلهم.