سعد الحريري

أعلن رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، ورئيس تيار المستقبل، سعد الحريري، أنَّ الحوار الجاري مع حزب الله يسعى إلى توفير الحد الأدنى من مقومات الاستقرار الأمني والسياسي، من أجل إنعاش الاقتصاد وتحسين مستوى معيشة المواطنين.

يأتي ذلك بالتزامن مع تأكيد عضو كتلة المستقبل، النائب أحمد فتفت، أنَّ تيار المستقبل اتخذ قرارًا "بحماية البلد قدر الإمكان، والسعي إلى تفعيل عمل المؤسسات ووضع استراتيجية وطنية مبنية على أساس الدولة لحماية لبنان".

جاءت تصريحات الحريري عقب لقائه وفدًا من الهيئات الاقتصادية، برئاسة الوزير الأسبق عدنان القصار، تم خلاله عرض الوضعين الأمني والسياسي وتأثيرهما على الواقع الاقتصادي والنشاط التجاري والسياحي.

وذكر الحريري: "إننا نولي الوضع الاقتصادي اهتمامنا قدر الإمكان، ولكن هناك تحديات كبيرة اجتماعية واقتصادية يمر بها البلد، وأنا أقدر الوضع الذي تمرون به والصعوبات التي تواجهونها، وهناك ضرورة لوضع حلول لهذه المواضيع، لكن الوضع السياسي في المنطقة يطغى على حياتنا الاقتصادية، وهناك أيضًا تحديات جديدة"، مشيرًا إلى أنه "حين كنا في الحكم قدمنا حلولًا كثيرة ووضعنا خططًا ودراسات لتسهيل حياة المواطن، ولكن مع الأسف هذه الأمور لم تطبق؛ وأهمها قانون الشراكة بين القطاعين الخاص والعام، وقمنا بورش عمل كثيرة لتسهيل بيئة الأعمال في لبنان، ولكن هذا العمل يجب أنَّ يستكمل"، واصفًا الهيئات الاقتصادية بأنها "العمود الفقري لاقتصاد البلد والمحرك للاقتصاد اللبناني".

وتوجه إلى الهيئات بالقول: "إذا كنتم متعافين فإنَّ الاقتصاد اللبناني يكون معافى. وما نقوم به حاليًا من تحركات واتصالات، والحوار بيننا وبين حزب الله هو لتوفير الحد الأدنى من مقومات الاستقرار الأمني والسياسي، من أجل إنعاش الاقتصاد وتحسين مستوى معيشة المواطنين".

ثم لفت إلى "أننا نشعر معكم بخطورة الوضع على الاقتصاد، ونأمل أن تثمر الاتصالات لكي تعاود الحكومة اجتماعاتها لتحريك كثير من المطالب والملفات العالقة التي تهم المواطنين".

وكان القصار تحدث عن "دعم الهيئات الاقتصادية للحوار القائم بين تيار المستقبل وحزب الله، وبين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية"، آملاً أنَّ "ينسحب هذا التواصل على مختلف الأطراف في لبنان، وذلك من أجل التصدي للتحديات والمخاطر الأمنية التي تواجه لبنان، من العدو الإسرائيلي من جهة ومن الجماعات الإرهابية من جهة أخرى، وهو ما يتطلب بالتأكيد الابتعاد عن المناكفات التي قد يستغلها أعداء لبنان لنشر الفوضى وتعميم الفتنة".

ونوه بجهود إنهاء شغور موقع الرئاسة الأولى، مضيفًا: "تلقفنا بكثير من الإيجابية اللقاء الذي جمعكم مع العماد ميشال عون، على أنَّ تؤدي هذه اللقاءات والمساعي إلى التوافق على الاسم العتيد لرئاسة الجمهورية، ولاسيما أنَّ البلاد لا يمكن أن تبقى من دون رأس، لما لذلك من انعكاس سلبي مستمر على عمل المؤسسات الدستورية، ولا سيما مجلسي النواب والوزراء اللذين يسيطر الشلل على عملهما".

في سياق متصل، أكد عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت أنَّ الحريري في خطاب ذكرى والده في 14 فبراير/ شباط الماضي "أصرّ على الحوار، ولا ازدواجية في كلامه، هو طرح مشروعًا للحوار وأكد الثوابت التي نؤكد عليها في الحوار"، مشددًا على أنَّ "إجراء الحوار لا يعني التراجع عن أي من الثوابت. ثوابتنا مؤكدة وهذه سياستنا. قلنا إنه في وجه حزب الله المسلح لدينا 3 خيارات؛ الاستسلام، وهذا غير وارد. الذهاب إلى حرب أهلية، وهذا أيضًا غير وارد. أو خوض معارك سياسية، وجزء منها هو الحوار".

وشدد فتفت على أنَّ "معركتنا واضحة بوجه التطرف الذي تمارسه داعش، لكن في الوقت عينه معركتنا لا ترضى بالتدخل في الحرب السورية ودعم رئيس النظام السوري بشار الأسد الذي لم يعد موجودًا اليوم، بدليل أنَّ حزب الله وإيران هما من يعلنان عن نتائج المعارك في سوريا، اليوم نحن أمام مشروع إمبراطورية فارسية تتمدد في المنطقة، وهذا يشكل خطرًا على لبنان".