جماعة أنصار الله الحوثيين

تسلمت جماعة أنصار الله "الحوثيين"، السبت، رسميًا جزيرة بالقرب من مضيق التجارة العالمية باب المندب وتم تكليفهم بحمايتها بحضور عناصر من الحرس الثوري الإيراني.

وأفاد مسؤول حكومي يمني، في تصريح لـ"العرب اليوم"، أنَّ الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وجّه بتسليم جزيرة حنيش، التي تقع على خط باب المندب لمسلحي الحوثيين، بحضور عناصر من الحرس الثوري الإيراني وأنَّ الكتيبة المرابطة في الجزيرة غادرت أماكنها عقب التسليم.

وأوضح هذا المسؤول أنَّ الكتيبة المرابطة في جزيرة حنيش سلمت كافة مواقعها وما بحوزتها من سلاح وعتاد للحوثيين بتوجيهات رسمية، مشيرًا أنَّ الكتيبة المرابطة في الجزيرة غادرت أماكنها فور استلام الحوثيين حماية الجزيرة.

وجزيرة حنيش هي الواقعة أمام مديرية الخوخة، وتُعد أقرب الجزر اليمنية إلى الممرات البحرية في البحر الأحمر، للسفن المتجهة إلى مضيق باب المندب، أو القادمة مباشرة منه.

وفي السّبعينات، سمحت اليمن للثوار الإريتريين، تخزين الأسلحة في هذه الجزيرة، لاستخدامها في صراعهم ضد النظام الإثيوبي.

وبُني فنار، في مطلع الثمانينات، في الجانب الشرقي من رأس عربات، في زقر.

ويتيح ارتفاع جبل زقر السيطرة الاستراتيجية، والإشراف على كل الممرات الدولية لخطوط الملاحة في البحر الأحمر.

ويمكن مشاهدة الساحل الإريتري من على قمة جبل زقر، لذلك تتمتع هذه القمة بأهمية عسكرية كبيرة.

وكانت جزر حنيش موضع نزاع بين اليمن، وإرتيريا، قبل استقلال إريتريا العام 1993، شهدت بعض الفترات موجات خلاف بينهما، مثلما حدث العام 1974.

وتشير معظم المصادر والخرائط إلى أنَّ إريتريا، سبق لها أنَّ اعترفت بتبعية تلك الجزر لليمن.

ويسعى الحوثيون للسيطرة على المنافذ البحرية المطلة على البحر الأحمر من أجل استلام شحنات السلاح المقبلة من إيران والتحكم بعمليات نقل البضائع في باب المندب، والتي تمر منه السفن التجارية وناقلات النفط الخليجي.

وبعد سيطرة جماعة الحوثيين على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول الماضي، توسعت الجماعة في انتشارها غربًا؛ حيث سيطرت على محافظة الحديدة ومينائها الرئيسي، وهو من أهم الموانئ على البحر الأحمر وكذالك محافظة حجة ومنفذ الطوال البري من السعودية.

وتشعر الولايات المتحدة الأميركية ودول غربية وخليجية أخرى بالقلق من غياب الاستقرار في اليمن، بما يمكن أنَّ يعزز تنظيم القاعدة، وأيدت التحول السياسي منذ العام 2012 الذي يقوده هادي.

ورغم توقيع الحوثيين اتفاق "السلم والشراكة" مع الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، وتوقيعها على الملحق الأمني الخاص بالاتفاق، والذي يقضي في أهم بنوده بسحب مسلحيها من صنعاء، يواصل الحوثيون تحركاتهم الميدانية نحو عدد من المحافظات والمدن اليمنية خلاف العاصمة، وبسط نفوذهم في كل مؤسسات الدولة.

ويواجه عدد من أعضاء الحكومة اليمنية صعوبات كبيرة في مزاولة مهامهم، بسبب سيطرة جماعة أنصار الله على مقار الدولة وإقامة نقاط تفتيش.