الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
أعلن عضو القطاع السياسي في الحزب الحاكم في السودان ( المؤتمر الوطني ) الدكتور ربيع عبد العاطي عبيد في تصريحات لـ"العرب اليوم أن المفاوضات الأمنية بين السودان وجنوب السودان انهارت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بسبب تمسك دولة جنوب السودان بما يسمي قطاع الشمال في الحركة الشعبية مما أدى إلى انسداد الطريق المؤدي إلى التفاهم، فيما قال عبيد "إن الطريق المسدود ليس بسبب مواقف الحكومة السودانية إنما بسبب مواقف دولة جنوب السودان"، مضيفًا "إن الانسداد ستعاني منه دولة الجنوب بسبب احتفاظها وتبنيها لما يعرف بقطاع الشمال في الحركة الشعبية الذي يقود الصراع المسلح في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق مهددا حياة المواطنين في الولايتين، مؤكدًا أنه لا مجال لتطبيق أي اتفاق وتعاون بين الدولتين ما لم يعالج هذا الموقف الذي تسببت فيه جمهورية جنوب السودان. وكان كبير مفاوضي جنوب السودان باقان أموم قد قال في تصريحات في أديس أبابا "إن محادثات أمن الحدود بين السودان وجنوب وصلت إلى طريق مسدود بين الدولتين مما يثير احتمال تأزم يمكن أن يطيل أمد تعطل صادرات نفط بلاده إلى الخارج عبر الأراضي السودانية وحمل السودان مسؤولية ذلك لأنه اتخذ موقفًا استراتيجيًا جديدًا يعارض تطوير التعاون بين البلدين". هذا ويقول الصحافي الزبير عثمان "إن انهيار المفاوضات كان متوقعًا في ظل تمسك الحكومية السودانية بفك ارتباط الجيش الشعبي لجنوب السودان مع المتمردين في الشمال، وتنصل دولة الجنوب من فك الارتباط، وتعتبره شأنًا داخليًا سودانيًا رغم أن الحكومة السودانية تملك الدلائل على استمرار تدفق الدعم من جنوب السودان لهؤلاء". وأضاف في تصريحات للـ"العرب اليوم" "إن دولة الجنوب تعتقد أن المزيد من الصبر على أوضاع السودان إضافة إلى ضغوط المجتمع الدولي يمكن أن تجبر الحكومة على تنفيذ ما ترغب في تنفيذه"، وكانت الحكومة السودانية أكدت أنه من المستحيل أن توافق على تصدير بترول الجنوب عبر أراضيها قبل أن يتم فك الارتباط بين الجنوب والحركة الشعبية قطاع الشمال فموافقة الخرطوم على القيام بذلك الدور بحسب تصريحات لمساعد الرئيس السوداني الدكتور نافع على نافع تعني مساعدة الجنوب لكي يملك المال اللازم الذي يمكنه من الاستمرار في تقديم الدعم لهؤلاء، وحينها لن تكفي عائدات بترول الجنوب السودان لمقابلة مطلوبات معاركه مع الحركة الشعبية قطاع الشمال . وكان نائب الرئيس السوداني الدكتور الحاج ادم يوسف تعهد لدى وداعه عصر الثلاثاء لقوات متجهة من الخرطوم إلى جنوب كردفان بحشد الدعم بكافة أشكاله لتحقيق الأمن في جنوب كردفان ، وأكد ادم في احتفال أقامته قوات الدفاع الشعبي لوداع القوة بالمضي قدما في إعداد العدة لمواجهة أي طارئ, ويعتقد المراقبون أن فشل مفاوضات السودان والجنوب في محطات جوبا والخرطوم وأديس أبابا تعني أن مزيدًا من التوتر ينتظر علاقات البلدين .