وافقت الحكومة السودانية على المقترحات التي طرحها رئيس الآليةِ الأفريقية ثابو امبيكي للخروج من الأزمة الراهنة في العلاقات بين جوبا والخرطوم. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية أبوبكر الصديق، أن بلاده أبلغت  الآليةِ الأفريقية رفيعة المستوى بقيادة رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو امبيكي، قبولها المقترحات التي طرحها الوسيط الأفريقي للخروج من الأزمة الراهنة في العلاقات بين جوبا والخرطوم، على خلفية اتهام الخرطوم لجوبا بالتورط والاستمرار في دعم الحركات المتمردة، وعدمِ انسحاب قوات الجيش الشعبي التابع لجنوب السودان من مواقعَ تحتلُها داخل الأراضي السودانية (ست مناطق). وتضمنت مقترحاتُ الآلية تكوينَ فريقٍ استشاري لتحديد خط الأساس للمنطقة الأمنية منزوعةِ السلاح على الأرض، بالاعتماد على الإحداثياتِ الواردة في الخارطة التي قدمتها الآلية للطرفين بمشاركة البعثةِ المشتركة للمراقبة والتحقق الخاصةِ بالحدود، على أن تبدأ هذه العملية في 18 حزيران/يونيو الجاري، وتستمر لمدة ستة أسابيع، فيما تحدثت المقترحات عن عقد الآلية الافريقية اجتماعًا باللجنة السياسية الأمنية المشتركة، لإبلاغها بنتائج عملها، كما تضمنت المقترحات تكليف مفوضية الاتحاد الأفريقي ورئيس "الإيقاد" باتخاذ الخطوات اللازمة للتأكد من حقيقة مزاعم الدعم والإيواء من قبل أي طرف للمتمردين المسلحين للطرف الآخر، على أن تقدم كل حكومة المعلومات كافة اللازمة في هذا الصدد إلى الآلية الأفريقية، بتاريخ أقصاه 20 من الشهر الجاري، وستقوم مفوضية الاتحاد الأفريقي باطلاع مجلس السلم والأمن الأفريقي ومجلس الأمن الدولي، وستقترح الخطوات اللازمة لمعالجة موضوع دعم وإيواء الحركات المتمردة في إطار الاتفاقات الموقعة بين البلدين. وطالبت الآلية الأفريقية جوبا والخرطوم بالعمل سويًا لنبذ وإنهاء التمرد المسلح ضد الحكومتين، كما طالبت الآلية الحكومتين بتنفيذ الاتفاق الأمنية الموقعة في أيلول/سبتمبر2012م بطريقة كاملة. ويبدأ نائب رئيس جمهورية جنوب السودان الدكتور رياك مشار، زيارة إلى الخرطوم، خلال الساعات المقبلة، بعد أن أخطرت جوبا الخرطوم للنظر في إمكان تجاوز الأزمة الراهنة في العلاقات بين البلدين، بعد أن شهدت حالة من التوتر والتصعيد إثر توجيه الرئيس السوداني لوزير نفطه بإغلاق أنبوب نفط الجنوب، وتعليق العمل بالاتفاقات كافة الموقعة بين البلدين، على خلفية اتهام الخرطوم لجوبا بتقديم الدعم العسكري للمتمردين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وقال عضو القطاع السياسي في الحزب الحاكم في السودان "المؤتمر الوطني" الدكتور ربيع عبدالعاطي عبيد، في تصريح مقتضب إلى "العرب اليوم"، "من المؤسف أنه كلما تم التوصل إلى تفاهمات مع الجنوب، تخرق جوبا هذه التفاهمات، وأن العلاقات بين البلدين لن تتحسن إلا في حال توقفت حكومة الجنوب عن استمرارها دعم المتمردين وعناصر ما يُعرف بـ(الجبهة الثورية)، التي تضم الحركات المسلحة وتتبني العمل العسكري في مواجهة النظام الحاكم"، مشيرًأ إلى أن "الخرطوم ظلت حريصة على بناء علاقات جيدة مع الجنوب".