الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

يتعرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى حرب إعلامية غربية جديدة، هدفها تشويه سمعة القيادة وتأليب الروس ضدها، ويعد هذا العنوان الأبرز خلال الأيام الأخيرة في وسائل الإعلام الحكومية، وعلى ألسنة الناطقين باسم الكرملين والحكومة.

والحرب المقصودة بدأت باتهامات أطلقها رجل الأعمال مكسيم فريدزون الذي قال إنه التقى بوتين مرات، عندما كان الأخير يشغل منصب رئيس دائرة العلاقات الاقتصادية الخارجية في حكومة سان بطرسبورغ خلال تسعينات القرن العشرين، وكان يحصل على "رشاوى" لتسهيل نشاط رجال الأعمال أو لاتخاذ القرارات الحكومية المناسبة.

وأوضح فريدزون في مقابلة بثتها إذاعة "سفوبودا"، أنه "سلَّم مساعد بوتين آنذاك إلكسي ميللر "أصبح بعد تسلم الرئيس الروسي منصبه، رئيسًا لعملاق الغاز الطبيعي غاز بروم" 10 آلاف دولار لتسهيل إحدى المعاملات، وأن بوتين كان يحصل عبر مساعديه على عمولات أو نسبة معينة من كل مشروع كبير لدى إطلاقه، ناهيك عن أنه غدا شريكًا في مجموعة شركات كبرى".

واتسعت الحملة عبر نقل وسائل إعلام غربية معطيات مفادها أن بوتين في ذلك الوقت طلب خلال محادثاته مع أحد مؤسسي شركة "سوفاكس" ديمتري سكيغين، 15% من الأسهم والعقود الآجلة، في مقابل مساعدة في تسجيل شركة وعقد إيجار طويل الأمد، وأن الطرفين اتفقا في النهاية على نسبة 4%.

وهذه المعطيات أثارت عاصفة من الجدل، رغم أن جزءًا منها ليس جديدًا، فاتهامات بالفساد تكررت مرات في السنوات الـ15 الماضية، منذ وصل بوتين إلى منصبه، بل إن بعض المصادر تحدثت عن ثروة تُقدَّر بعشرات البلايين، راكمها بوتين خلال عمله في بطرسبورغ وفي الحكومة الروسية قبل تربعه على مقعد الرئاسة.

وتربط أسئلة عدة بين تلك الحملة وبين ما وصف بـ"الأجواء الإيجابية" التي أتاحتها الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى موسكو، وفي هذا السياق يبدو "اندهاش" الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، من طبيعة "الحرب الإعلامية" الجديدة.