أكد وكيل وزارة الخارجية السودانية السفير رحمة الله محمد عثمان أن بلاده ماضية في كشف المخططات العدائية للنظام الأوغندي ضد بلاده، وقال عثمان في تصريحات الاثنين، أن الحكومة السودانية تقدمت بشكاوى إلى المؤسسات الإقليمية والدولية، أخرها كانت لمنظمة "التعاون الإسلامي". وأضاف عثمان في تصرحات لـ "العرب اليوم" قائلاً "إنه في ظل الأجواء التي تخيم على العلاقات، لابد من تحرك سوداني في اتجاه إدانة المواقف التي يتبناها الرئيس الأوغندي يوري موسفيني وبعض جنرالاته"، مشيرًا إلى أن "الحكومة تعالج هذا الملف عبر خطوات محسوبة وبتدرج مرحلي"، مؤكدًا أن علاقات بلاده مع الشعب الأوغندي جيدة ولاعلاقة لها بما يقوم به موسفيني. كما  أبدى عثمان استغرابه الشديد من استمرار النظام الأوغندي في تبني المواقف القديمة ذاتها، والتي وصفها بـ"غير المبررة على الإطلاق"، حيث قال "الرئيس الأوغندي ظل، منذ تسلمه للسلطة  في العام 1986،  يجاهر بمواقفه هذه، في سلوك يتنافى مع الأعراف والقوانين الدولية المنظمة لعلاقات الدول".  وردًا على سؤال لـ "العرب اليوم" بشأن انطلاق دعوات بتقليص البعثة الدبلوماسية الأوغندية في السودان، قال وكيل الخارجية السودانية "إن البعثة الأوغندية في السودان ضعيفة، وهي متمثلة في سفير في الخرطوم، لكن هذا لايعني أن السودان سيكتفي في خططه لفضح مواقف النظام الأوغندي بأن البعثة ضعيفة". من جانبه، كشف المتحدث الرسمي باسم الحزب الحاكم في السودان "المؤتمر الوطني" البروفسير بدر الدين إبراهيم في تصريحات له عن اتجاه الحكومة إلى تقليص البعثة الدبلوماسية الأوغندية فى الخرطوم، حيث قال إبراهيم أن "كمبالا باتت تصنف كدولة عدو"، مشيرًا إلى انعدام المصالح المشتركة معها، علاوة على عدم وجود جالية سودانية كبيرة يمكن أن تتضرر مصالحها حال قطع العلاقة الدبلوماسية، داعيًا الأجهزة الرسمية إلى إجراء مراجعات واضحة لملف العلاقة مع كمبالا، ومعاملتها بالمثل، حيث أكد إبراهيم قائلاً "في حال اتُخِذت خطوة التقليص، لن تقع أضرار على المواطنيين السودانيين، فحتى لو وجدت جالية من السودانين هناك، فإن أوضاع هؤلاء ستعالج وفقًا للأعراف الدبلوماسية". في تطور أخر أكد عضو القطاع السياسي في الحزب الحاكم الدكتور ربيع عبد العاطي عبيد أن "إعادة النظر في العلاقات  مع أوغندا باتت ضرورة ملحة، وخيار لابد من اللجوء إليه. و يؤكد عبيد في تصريحاته لـ "العرب اليوم" قائلاً "ظلت أوغندا  متمسكة بنهجها العدائي، وظلت خلال السنوات الماضية تقوم بكل فعل تعتقد أنه سيدين السودان دوليًا وإقليميًا، لذا، فالسودان    مطالب بإعادة النظر في هذه العلاقة، لتمضي في الاتجاه ذاته الذي تسلكه أوغندا"، مشيرًا كذلك إلى "علاقات موسفيني المريبة مع إسرئيل، التي ظلت تبحث عن حليف وموطئ قدم لها في المنطقة لتنفيذ أجندة معروفة ، وبهذا التحالف، وهذه العلاقة، لن يقع الضرر على السودان وحده، بل سيشمل دولاً أخرى في المنطقة"، وأضاف عبيد قائلاً "ظلت العلاقات السودانية الأوغندية تنتقل من مرحلة توتر إلى أخرى، لكنها وصلت إلى أعلى مراحل التوتر والاحتقان في أعقاب استضافة كمبالا لتجمع المعارضة السودانية، الذي أثمر عن توقيع وثيقة عرفت بالفجرالجديد، تبنت إزالة النظام الحاكم في السودان، من خلال وسائل أبرزها العمل المسلح".