رفع متظاهرو الرمادي العراقية، الجمعة، أعلام الجيش السوري الحر "المعارض"، واصفين رئيس الحكومة نوري المالكي بـ"البلاء"، ودعوا إلى الإضراب العام الإثنين المقبل، فيما أكد متظاهروا الموصل في "جمعة لا تراجع بلغ السيل الزبى"، أن تظاهرهم نوع من الجهاد. وقال إمام وخطيب الجمعة التي أقيمت في ساحة الاعتصام في الرمادي، مصطفى غائب الطربولي، "إنني أوجه رسائل عدة أولها إلى عائلات الشهداء، فأقول لهم جئناكم مباركين وليس معزين، ودمائكم يا أهل ديالي والموصل والفلوجة هي دماء العراقيين ونحسبهم شهداء بإذن الله، والرسالة الثانية إلى الحكومة أقول فيها: لقد عدتم مرة ثانية إلى وصف التظاهرات بالنتنة، ووصف المتظاهرين بالمتآمرين والمتمردين، وحشدتم المليشيات للقتل والتهجير وتحديتم العالم كله باستمرار الإعدامات، فإن كنت قد استنجدتم بإيران فنحن نستنجد بالله الواحد الأحد، وأدعوا أبناء المحافظة جميعًا، من موظفين وأصحاب وظائف أخرى، إلى الاضراب الإثنين المقبل، وذلك لكي نثبت للعالم أننا متوحدون في كلمتنا وفي عقيدتنا وأننا يد واحدة، وقد خرج رئيس الوزراء على الفضائيات يهدد ويقول سأقلب الدينا، ويحك ويحك من أنت أغلبت بك الجرأة أن تتجبر على الله، أو ما علمت أن الكون كله لله، وإن كنت تعلم أن الله مكنك لأنك على حق، أقول لا، إنك على باطل لأن من قبلك زكريا عليه السلام نشر بالمنشار، ويحيى عليه السلام ذبح ذبح النعاج، وهم أنبياء، وأنت تظن الله مكنك علينا، نقول لا، لأنه ابتلاء لنا، وعلى قدر الابتلاء تكون قدر الإجازة، وعلى قدر الظلم يكون قدر العدالة". وهاجم خطيب جمعة ساحة "الأحرار" في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، المتفاوضين مع الحكومة، لأنهم يحاولون أخذ مكاسب من الحكومة باسم المتظاهرين، قائلاً "إن التظاهر نوع من أنواع الجهاد"، فيما أكد خطيب جمعة "دماء ديالي دماؤنا"، في جامع النبي شيث وسط الموصل، أن "دماء أهالي ديالي لن تذهب من دون انتقام". وقال خطيب ساحة "الأحرار" الشيخ حسن عبد الله، في خطبة الجمعة، التي حملت عنوان "لا تراجع فقد بلغ السيل الزبى"، "أيها الثائرون إن وقوفكم هو جهاد ضد الدستور والظالم أمر واجب، وهو نصرة لإخوانكم المظلومين ونصرتهم من ظلم الطائفية، ونؤكد على سلمية التظاهرة حتى تحقيق مطالبنا كلها، واستبشروا أيها الثائرون أن النصر قريب وحليف الحق مهما طال، والنصر آتيكم لا محال"، متهمًا الحكومة بأنها "استهانت بدمائنا، ولطالما استخفت بأعراضنا، وسرقت أموالنا، حكومة طائفية لا يوجد لفظ ينطبق عليها، إلا أنها مجرمة"، مضيفًا "أيها الثائرون من يريد أن ياخذ مكاسب من تظاهرتكم، سياسيون مشاركون في الحكومة الحالية يفاوضون الحكومة باسمكم، وإذا انتقد أحد السياسيين المتظاهرين وأيد سياسي آخر المتظاهرين، فهي اتفاقات بينهم لكي يكسبوا جميع الأطراف، عليكم أيها السياسيون ألا تثيروا حفيظة الشعب، واتقوا ثورة الشعب إذا غضب، فإن في الشعب أناس لا يتصفون بالحلم والعقل، وإذا ما أغضبتم الشعب فقد بلغ السيل الزبى من سياساتكم، ونقول لأبنائنا من قوات الجيش والشرطة، دعوا الشعب يقرر مصيره ولا تقفوا مع هذه الحكومة الطائفية، وإن الشعب عنما خرج لم يطالب بطعام وملبس وإنما يريد حريته، ويريد أن يقتص ممن قتل أبناءه وانتهك أعراضه". ودعا "مجمع علماء ودعاة نينوي"، إلى تظاهرة وسط الموصل، حملت شعار "دماء ديالي دمائنا"، حيث أكد الشيخ قحطان خليل في خطبة الجمعة في جامع النبي شيث،   أن "هذه المحنة وتسلط الظالمين على أهل التوحيد ليس لها من منجٍ إلا الله، ونقول للدماء التي سالت في أرض العراق وأرض ديالي، وبغداد والبصرة والموصل، ليعلموا أن هنالك قرار عظيم، ليس من مجلس الأمن، وليس من الحكومة الظالمة التي تقتل أبناءها بالإعدامات والكواتم وبسيارات الحكومة، نقول لمن يقتل ظلمًا، ابشر وهذه البشرى ليست من أقوالنا وإنما من الله سبحانه وتعالى القائل (ومن قتل مظلومًا فقد جعلنا لوليه سلطانًا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورًا)، وهذا تحقيق من الله بأنه سينتقم من الظلم، وأن سيكون نصرًا مؤزرًا". وتشهد المحافظات العراقية ذات الغالبية السنية، تظاهرات منددة بسياسة رئيس الحكومة نوري المالكي، منذ 21 كانون الأول/ديسمبر 2012، تطالب بوقف الانتهاكات ضد المعتقلين والمعتقلات، وإطلاق سراح الأبرياء منهم، وإلغاء قانوني المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب، وتشريع قانون العفو العام، وتعديل مسار العملية السياسية، وإنهاء سياسة الإقصاء والتهميش، وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة، وعلى الرغم من أنها جاءت على خلفية عملية اعتقال عناصر حماية وزير المال المستقيل رافع العيساوي، فإن أهالي المحافظات الغربية والشمالية تظاهروا، وعلى مدى السنوات الماضية، في العديد من المناسبات ضد سياسة الحكومة الحالية وإجراءاتها بحقهم.