احتفل عدد من ممثلي الأديان والطوائف الأحد باليوم العالمي للأديان للمرة الأولى في تاريخ العراق، داعين إلى عدم إقحام الدين بالسياسة، محذرين من "انقسام حاد في المجتمع العراقي"، وقال رئيس المركز الوطني للتقريب الديني في العراق الشيخ غيث التميمي لـ"العرب اليوم" على هامش الإحتفال الذي أقيم في العاصمة العراقية بغداد أن هذه المرة الأولى نحتفل باليوم العالمي للأديان"، وأضاف أن "الأديان لها الحوار وليس القتل"، مبينًا أن "توظيف الدين لأهداف سياسية ومكاسب سياسية انعكس على الخطاب والعمل وهذا سيؤدي إلى انقسام حاد في المجتمع العراقي بسبب المظاهرات والمظاهرات المضادة". من جهته، أكد نائب رئيس الوقف السني محمود الصميدعي إن "العراق لا يحكم من مذهب واحد أو طيف واحد وإنَّما نحاول أن نعود به إلى تكاتف أهله ووحدتهم والبناء والإعمار". أما الوقف الشيعي فقد دعا هو الآخر إلى الوحدة بين مكونات المجتمع العراقي، وقال معاون رئيس ديوان الوقف الشيعي الشيخ علي الخطيب الذي حضرالإحتفال إن "أبناء المذاهب يرجعون إلى منبع واحد ورسول واحد وهو القدوة وهو يقول حب لأخيك ما تحب لنفسك". المسيحيون من جانبهم حذروا من "تدخل السياسة بالدين والعكس"، مؤكدين أنها "ستتسبب بضرر كبير"، وقال معاون بطريرك الكلدان المطران سليمون وردوني إن "الدين لله والوطن للجميع"، مضيفا "عندما تتدخل السياسة بالدين فهناك ضرر كبير بالدين والعكس كذلك"، داعيًا إلى "تركهما مستقلين وحينئذ كل واحد يكمل واجبه"، فيما تغيب عن الاحتفال ممثلوا الطائفة الإيزيدية في العراق الذي يتجاوز عددهم 200 ألف في الوقت الحاضر. ويحتفل العراق للمرة الأولى باليوم العالمي للاديان، بينما تحتفل العديد من دول العالم  بهذا اليوم في الأحد الثالث من كانون الثاني كل سنة منذ عام 1950، وبدأت فكرة الإحتفال بهذا اليوم بإحدى ولايات أميركا، ولاقت ترحيبًا ورواجًا غطته أجهزة الإعلام المقروء والمسموع والمرئي كوجه حضاري جديد للرموز الدينية. ويهدف هذا اليوم إلى التنسيق والتحاور والتواصل بين أصحاب الأديان بشأن ما فيها من قيم وأخلاقيات مشتركة بين الأديان و لفت الإنتباه إلى المبادئ الروحية والوئام من مختلف الديانات والتأكيد على أن الدين هو القوة الدافعة للوحدة فى العالم وليس العكس لأن أساس الأديان واحد، وباعتبار أن الدين يجب أن يكون سببًا للمودة والاتفاق لا سببا للتعصب والفرقة.