ناقش رئيس الحكومة التونسية علي العريض، السبت، مع سفير الولايات المتحدة الأميركية في تونس جاكوب والس، بوادر الخروج من الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ اغتيال المعارض اليساري محمد البراهمي في 25 تموز/يوليو الماضي، وذلك بحضور وزير العدل نذير بن عمو في قصر الحكومة في القصبة.  وأوضحت رئاسة الحكومة أن اللقاء تمحور بشأن علاقات التعاون الثنائي بين تونس والولايات المتحدة الأميركية في مختلف المجالات كما تطرق الحديث إلى الأوضاع الراهنة على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي وبخاصة ضرورة تضافر كل الجهود من أجل نجاح واستكمال مسارات الانتقال الديمقراطي في مختلف دول الربيع العربي وإرساء منظومات حكم ديمقراطية وعادلة.   ورغم أن رئاسة الحكومة لم تفصح عن الكثير عن مضمون اللقاء الذي جمع بين علي العريض والسفير الأميركي، إلا أن مراقبين أكدوا أن هذا اللقاء جاء في خضم التحركات الدولية التي تجريها الحكومة التونسية بقيادة حزب النهضة الإسلامي الحاكم للخلاص من الأزمة السياسية الحالية، لا سيما وأن الزيارة تأتي بعد يومين فقط من زيارة وزير الخارجية الألماني غويدو فيسترفله إلى تونس.   وكان السفير الأميركي قد التقى في وقت سابق بالأقطاب السياسية الكبرى في البلاد على غرار رئيس حزب النهضة الإسلامي الحاكم راشد الغنوشي وزعيم حزب نداء تونس المعارض الباجي قائد السبسي.   وأكد محللون أن ما وصف بـ"تصلب" موقف حزب النهضة في ما يتعلق برفضه حكومة إنقاذ وطني كما دعت إليها المعارضة، يعود أساسا إلى ضغوط دولية خارجية خصوصا بعد تأكيد وزير الخارجية الألماني أن ما حصل في مصر لن يتكرر في تونس، وهو ما يعني أن النهضة لم تعد قابلة لمبدأ التنازل لإرضاء خصومها السياسيين.