النائب سامي الجميل،

أعلن رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل، عدم انتخابهم لمرشح للرئاسة يحمل مشروع 8 آذار، سواء كان هذا المشروع أو المرشح حاملا مشروع 8 آذار أصيلًا أم "صنع في تايوان". حيث جاء رد الجميل الذي كان الوسط السياسي يترقب موقفه كرئيس لأحد الأحزاب الأربعة المسيحية الأساسية، على مطالبة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بعد تبنيه ترشيح العماد ميشال عون الاثنين الماضي بالتصويت للأخير موضحًا "سننتخب مرشحًا يحمل مشروعًا لبنانيًا "صنع في لبنان" أما غير ذلك فلن ننتخبه". في حين أكد موقف "الكتائب" الداعي إلى النزول إلى البرلمان بتاريخ الثامن من شباط/فبراير المقبل لانتخاب الرئيس وتهنئة الفائز.
 
وتفاعل في بيروت موقف وزارة الخارجية اللبنانية النأي بالنفس عن قرار وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدة إدانة الاعتداءات والتصريحات العدائية لإيران حيال المملكة العربية السعودية والتضامن معها وتأييد إجراءاتها، حيث تسبب بردود فعل داخلية شديدة الانتقاد، ما دفع رئيس الحكومة تمام سلام إلى تصويب الموقف أثناء ندوة في "المنتدى الاقتصادي العالمي" في دافوس، أكد من خلالها أن إيران "تتدخل في العالم العربي منذ سنوات عدة وهذا هو أصل النزاع بينها وبين السعودية". وأضاف: "السعودية تعلن أنها لا تتدخل في شؤون إيران فلماذا تتدخل إيران في شؤوننا الداخلية، ولماذا تزيد الأوضاع تعقيدًا"؟
 
وحمل زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري على "انفراد وزارة الخارجية بما زعمت انه نأي بالنفس عن موقف عربي جامع للتضامن مع المملكة العربية السعودية"، واعتبره "خروجًا مرفوضًا للمرة الثانية عن قاعدة ذهبية للديبلوماسية اللبنانية بالوقوف مع الإجماع العربي". وحذر الحريري "من أن هذا التغريب للبنان عن عروبته هو نذير شؤم بمحاولة الهيمنة على القرار الوطني".
 
ورأى رئيس كتلة "المستقبل" النيابية فؤاد السنيورة أن موقف الخارجية "ضد إرادة غالبية اللبنانيين ويعرض مصالحهم في الدول الشقيقة والصديقة، لا سيما في المملكة العربية السعودية". وقال عضو "اللقاء النيابي الديموقراطي" مروان حمادة إن باسيل "يبيع زملاءه العرب كلامًا وزميله الإيراني أفعالًا". واكتفى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بالسؤال: "لو أيًّا كان وزيرًا للخارجية هل كان ليتخذ موقفًا مغايرًا"؟
 
ورد الوزير باسيل في بيان مساء الجمعة، مشيرًا إلى أن تعليماته إلى سفير لبنان في منظمة التعاون الإسلامي كانت باتخاذ الموقف نفسه في الجامعة العربية "التزامًا بسياسة الحكومة النأي بلبنان عن هذه المواضيع المشابهة والمرتبطة بالأزمة السورية، وعملًا بالتوافق على هذا الموقف على طاولة الحوار الوطني". وكرر "إدانة الاعتداءات على البعثات الديبلوماسية للمملكة العربية السعودية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بموجب الاتفاقيات والمعاهدات الديبلوماسية والقنصلية". وأوضح أن موقف الخارجية كان الامتناع عن التصويت وليس الاعتراض.
 
وكشف الجميل موقف حزبه بعد ثلاثة أيام من الاجتماعات الحزبية والمشاورات. حيث قال في مؤتمر صحافي مساء الجمعة، في حضور حشد من الكوادر، وسط تصفيق عال عندما رفض انتخاب مرشح من 8 آذار، "إن ما طلبناه من الوزير سليمان فرنجية (الذي كان الحريري طرح التسوية على انتخابه) نطلبه من العماد عون، لا سيما في الملف السوري، هل هو مع بشار أم مع المعارضة أم على الحياد؟ نسأل هذا السؤال لأن ارتدادات موقف لبنان الرسمي الذي يصدر عن الرئيس ستعرض الشعب اللبناني أو تحميه وإذا مشينا مع الأسد سنكون مهددين من "داعش" وإذا مشينا مع المعارضة سنتعرّض من الآخرين".
 
 وتلا الجميل بنودًا أذاعها جعجع عند ترشيحه عون ومنها ما يدعو إلى ضبط الحدود سائلًا: "هل أن حزب الله مستثنى من هذا البند؟ الكتائب لا يمكن أن تتخيل رئيسًا يقيد سيادة الدولة"... وبالنسبة إلى البند المتعلق باحترام الدستور من دون انتقائية قال إنه يعني أن ننتخب رئيسًا ولا نعطل جلسات مجلس الوزراء ولا تشكيل الحكومات". وإذ اعتبر المصالحة بين فريقين "تصارعا طويلًا، مهمة لمستقبل لبنان ونحن عملنا عليها على مدى 10 سنوات مع الجنرال وجعجع وشجعناهما"، بيَن: "لم نقتنع بأي شيء مطروح ولديهم حتى 8 شباط لإقناعنا والإجابة عن أسئلتنا".
 
وترك الجميل الباب مفتوحًا لاقتراح مرشحين آخرين فقال: "لن نطرح الأسماء التي يمكن أن تحقق الهدف في ظل هذه "العصفورية". سنحافظ على هذه الأسماء ونحميها إلى حين وصول أوقات أفضل، وكما قال البطريرك (السابق) نصرالله صفير "بئس هذه الأيام".