يبدأ رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، زيارة إلى الأردن، الجمعة، يبحث خلالها مع المسؤولين الأردنيين في احتواء الأزمة التي سببها طاقم السفارة العراقية في عمّان، بعد أن قاموا بالاعتداء على مواطنيين أردنيين. وتأتي الزيارة في سياق مشاركة المالكي في منتدى "دافوس", إلا أن الأولوية لديه في هذه الزيارة احتواء هذه الأزمة، بعد أن قدمت الحكومة العراقية اعتذارًا رسميًا للأردن بشأن هذه الواقعة، حيث أكد وزير الداخلية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جودة، أنه تلقى اتصالاً من حكومة بغداد تعتذر فيه عن حادثة الاعتداء، لافتًا إلى أن السفير العراقي وبعض طاقم السفارة قد غادروا إلى العراق. وشهد محيط السفارة العراقية، الأسبوع الماضي، تواجدًا أمنيًا مكثفًا في ظل وجود اعتصامات من ناشطين ومحامين أردنيين تنديدًا بالاعتداء ومحاولات اقتحام السفارة العراقية، وقد قام الأمن بفض الاعتصام بالقوة. ودان حزب جبهة "العمل" الإسلامي الاعتداء، الذي قام به طاقم سفارة العراق على مواطنيين أردنيين الخميس الماضي، خلال حفل أقامته السفارة في "المركز الثقافي الملكي", داعيًا إلى محاسبة كل المعتدين أمام القضاء الأردني، داعيًا الشعب إلى التمييز بين هذه الفئة المحدودة التي تمثل حكومة المالكي، وهي التي ارتكبت هذا الفعل، وبين الشعب العراقي الذي تربطه بالأردن علاقات مميزة. وقد سيطرت واقعة الاعتداء على جلسة مجلس النواب الأردني الصباحية والمسائية، الثلاثاء الماضي، حيث طالب المجلس الحكومة الأردنية بإتخاذ إجراءات فورية ضد طاقم السفارة. وأصدر حزب "البعث العربي الاشتراكي" في الأردن، بيانًا أهدر فيه دم السفير العراقي جواد عباس ومرافقيه، بعد اعتدائهم على 3 محامين، الخميس الماضي، خلال الاحتفال الذي نظمته السفارة بعنوان "ذكرى المقابر الجماعية في عهد صدام حسين" وأوضحت السفارة العراقية، في بيان توضيحي أصدرته الأربعاء بشأن الواقعة، أنه "وبعد نحو ساعة من بداية الاحتفالية، فوجئ الحضور بدخول أشخاص وجلوسهم في الصف الأخير من القاعة، وقاموا بسب الحكومة العراقية والحاضرين، ووصفوهم بالخونة والعملاء وتوعدوهم، وأطلقوا شعارات تمجد حزب (البعث) وصدام حسين، فيما حاول بعض المدعوين وموظفو السفارة تهدئة الوضع، ومحاولة الوقوف على سبب تهجمهم على المحتفلين، لكنهم أصروا على عدوانيتهم, مما أدى إلى اشتباك بالأيدي، لم يأخذ إلا وقتًا قصيرًا، ولم يتمكن أي من هؤلاء الأشخاص من الوصول للصفوف الأمامية ولا إلى المنصة، وتم طردهم من قبل مسؤولي المركز". وأشار الشاب الأردني المعتدى عليه، المحامي ضرار الختاتنة، في تصريحات صحافية، إلى أن التسجيل المصور يوثق الاعتداء وشتائم ضد الأردن والأردنيين، وأنه تم حذف لقطات منه، وأنه اقتيد إلى غرفة مغلقة وتم الاعتداء عليه بالضرب هناك"، مؤكدًا أنه "تعرض لرش مادة مخدرة على وجهه، حتى لا يستطيع المقاومة، وأن المحامي زياد النجداوي الذي تعرض للضرب بدوره، كونه من البعثيين الذين اقتحموا حفل السفارة العراقية، وهتفوا للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، أصيب ودخل المستشفى". جدير بالذكر أن هناك استعدادات من قبل ناشطين للتظاهر أمام السفارة العراقية، الجمعة، احتجاجًا على الاعتداء.